محمد عبد الغني... لا بديل عن العودة إلى فلسطين

20 يونيو 2019
ما زال قادراً على الابتسام (العربي الجديد)
+ الخط -

يشتاق اللاجئ الفلسطيني محمد عبد الغني إلى فلسطين. واليوم، هو مستعد للتخلي عن كل شيء والعودة إليها.

محمد رشيد عبد الغني، لاجئ فلسطيني من بلدة السميرية في فلسطين، تلك البلدة التي تجاور البحر وتشاركه ثورته وهدوءه وحزنه وفرحه. يقول إن "بلدة السميرية أرض زراعية تشتهر بزراعة الحمضيات والحبوب. وبحسب إحصائيات تعود إلى عام 1910، كان عدد سكانها يبلغ نحو ألف نسمة". يتابع محمد: "أنا من مواليد العام 1931. كنت في السادسة عشرة من عمري عندما خرجت من فلسطين لاجئاً". يضيف أن "سرقة فلسطين من أهلها لم تبدأ في عام 1948 حين هُجّرنا، بل في عام 1936، حين بدأت الثورة التي استمرت ستة أشهر. وكانت الثورة حينها بسبب موافقة الإنكليز أو إصدارهم قراراً يفضي إلى إقامة دولة قومية للصهاينة في فلسطين. حينها، خرج الرجال بسلاحهم لملاقاة العدو مع مشاركة واسعة من قبل الناس".

يضيف عبد الغني: "في عام 1948، وبعد سلسلة اجتماعات واتفاقيات ضد فلسطين وأهلها، بدأ غزو العدو الصهيوني لأرضنا بمؤازرة دولية ومساعدة من قبل عدد كبير من الدول العربية آنذاك، الأمر الذي ما زال مستمراً". يضيف: "بعدما بدأ الهجوم العسكري على فلسطين، تدخل جيش الإنقاذ لمؤازرة الفلسطينيين في معركتهم ضد العدو الصهيوني. لكن ذلك لم يجد نفعاً، إذ إن المؤامرة كانت محبوكة بطريقة تجعل الصهاينة يحتلون أرضنا ويطردوننا منها".

ويقول عبد الغني: "كنت في السادسة عشرة من عمري حين تركنا فلسطين. كان لوالدي ثلاثة عشر ولداً نتيجة زيجات عدة. لم يستشهد أحد من أفراد عائلتي من جراء المعركة التي شهدتها بلدتنا. لكن طلب من الأطفال والنساء وكبار السن ترك البلاد، لأن جيش الإنقاذ سيدخل إلى البلدة. لكن الصهاينة هم الذين دخلوا البلدة من مدينة حيفا. وحين بدأ الاشتباك، خرجنا من بلدتنا ليس بهدف اللجوء إلى لبنان أو غيره من الدول الأخرى، بل إلى قرى مجاورة لبلدتنا. وفي الأمكنة التي ذهبنا إليها، تجمع الناس بشكل كبير، واضطررنا إلى التوجه نحو القرى اللبنانية، وتوزعنا على القرى التي كان يسكنها لبنانيون، ثم توجهنا إلى بلدة قانا (جنوب لبنان)، ثم انتقلنا إلى مدينة صور الجنوبية. في النهاية، حط بنا الترحال في مخيم عين الحلوة لنسكن الخيام.


يتابع عبد الغني: "حين وصلنا إلى لبنان، كان في حوزتنا بعض المال لتأمين طعامنا وبعض ما نحتاجه من أمور ضرورية. حين خرجنا وُعِدنا بالعودة، لكن اللجوء طال وكان لا بد من البحث عن عمل، إضافة إلى مساعدات". اليوم، وبعد مرور واحد وسبعين عاماً من اللجوء، يعيش الحاج محمد رشيد عبد الغني في بيت يملكه. لكن لدى تخييره بين البيت الذي يعيش فيه والعودة إلى فلسطين، وتحديداً بلدته السميرية، يختار العودة تحت أي ظرف كان.