مخاوف بعد ظهور قيادات إرهابية تونسية منها "أبو عياض"

13 ديسمبر 2016
الأمن التونسي متأهب لعودة الإرهابيين بعد الهزائم الخارجية(فتحي بلعيد/AFP)
+ الخط -
أثار ظهور قيادات إرهابية تونسية في بؤر التوتر ردود أفعال عديدة في البلاد، خاصة أن بعضها ظهر متوعدًا التونسيين، وبعضها الآخر ينعى الزعامات المتطرفة والمتشددة دينيًّا، ما يدعم الآراء التي تحدثت أخيرًا، عن مخططات لقيادات إرهابية بدأت تمهد الطريق للعودة إلى تونس، في ظل الهزائم والخسائر التي تكبدتها في ليبيا وسورية والعراق، وتغير الظروف الإقليمية.

وبرز زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" في تونس، سيف الله بن حسين، المعروف باسم "أبو عياض"، في شريط فيديو ينعى فيه زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" في ليبيا، محمد الزهاوي، مباشرة بعد مقتله في إحدى الغارات.

وتحدث أبو عياض عن الزهاوي، الذي أصيب في معركة مطار بنينة في العام 2014، معتبرًا أن مقتله كان خسارة لبنغازي وليبيا وللأمة، واصفًُا إياه بزعيم "أنصار الشريعة" و بـ"رجل المرحلة".

وأعلن الجيش الليبي، اليوم الثلاثاء، عثوره على مقطع الفيديو في هاتف أحد أعضاء ما يسمى بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، التابع لتنظيم "القاعدة"، ويظهر فيه زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" المحظور في تونس، ولكن لم يظهر الفيديو متى تم تسجيله.



بموازاة ذلك، ظهر الإرهابي التونسي، صابر السعيداني، والمكنى بـ"أبو مسلم" في شريط فيديو آخر، من إحدى بؤر القتال في سورية، وهو يرتدي لباسًا حربيًا ويحرّض على الجهاد، ويتوعد التونسيين. وهدّد السعيداني بالعودة إلى تونس، وذبح التونسيين وتصفيتهم في عمليّات قادمة.

من جهته، قال الخبير في الشأن الليبي، رافع الطبيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه القيادات اختارت هذا التوقيت لأن رسائلها مرتبطة بمشروع التخطيط للعودة إلى تونس، بعد المتغيرات الإقليمية، وتلاشي دورها في العراق وليبيا، بعد الهزائم الكبرى التي تكبدتها وتتكبدها.

وأوضح أنّ التنظيمات الإرهابية تعتمد الصورة كأهم سلاح لتمرير رسائلها وبث الفوضى، وهو ما تبين من خلال الصراعات المسلحة والدعاية التي تعتمدها في أغلب مناطق النزاع.


وأكّد أن الفيديو عثر عليه في هاتف أحد المقاتلين الذين وجدوا في مصراتة، ما يكشف عن تحالفات كانت تحمي المجموعات الإرهابية، وعلى رأسها "أنصار الشريعة".

وأوضح الطبيب أنه بحكم اختصاصه الجامعي في تدريس تقنيات الصورة ودلالاتها؛ فإنه يرى أن فيديو "أبو عياض"، وهو ينعى الزهاوي، سجّل في العام 2015، ويكشف حقيقة التحالفات بين "أنصار الشريعة" في تونس، وتلك الموجودة في ليبيا، وحتى فصائل قتالية أخرى، فالتركيبة ذاتها رغم بعض الاختلافات.

وبيّن أن العديد من الأطراف في ليبيا وضعت في سلم اهتماماتها القضاء على "داعش"، ومنها القضاء على "أنصار الشريعة"، مؤكّدًا أن القيادات الإرهابية، وخلافًا لما أشيع، لا تزال على قيد الحياة، ومنها "أبو عياض" خاصة، ومختار بن مختار، المكنى "الأعور".

وأفاد المتحدث، أن القيادات التي تموت في بؤر التوتر يتم الإعلان عنها بكل وضوح، أما بقية التسريبات فهي لخلط الأوراق لا غير.

وأكّد الخبير في الشأن الليبي، أنّ الفيديوهات التي برزت أخيرًا، وظهر فيها بعض المقاتلين يتوعدون التونسيين، تندرج في إطار التحضير لما بعد المعركة.

وأشار إلى أن المتابع للأوضاع الحالية يلاحظ، أن المقاتلين لا يتحدثون عن المعارك الحاصلة، وإنما ما بعد المعركة، مبينًا أنه أمام غياب الأماكن التي سيحاولون اللجوء إليها مستقبلًا؛ فإن العديد من المقاتلين يخططون للعودة إلى تونس، ولكن الجيش والقوات الأمنية لن تتسامح معهم.