تستمر الأسر المنتمية إلى محافظة تعز (وسط اليمن) في الرحيل عن العاصمة صنعاء، خاصةً مع تزايد المخاوف من استهدافهم فيها، من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي تخوض حربا صعبة في مدينة تعز منذ أكثر من شهر.
وأفاد سكان لـ"العربي الجديد" أن عددا من العائلات التعزية الساكنة في العاصمة، تلقت مؤخرا تهديدات باقتحام المنازل، وهو الأمر الذي اضطرها لتصفية أعمالها وإرسال النساء والأطفال إلى مناطقها الأصلية في محافظة تعز أو مناطق أخرى خارج العاصمة.
مؤكدين أن الآلاف من أبناء تعز قد غادروا صنعاء خلال الأسبوعين الماضيين، خوفا من انتقام الحوثيين منهم، بعد اندلاع مواجهات دامية في تعز.
وقال محمد اليوسفي (أحد أبناء محافظة تعز ويسكن صنعاء)، إن أغلب أقربائه الذين يسكنون في صنعاء منذ سنوات قد غادروا صنعاء مؤخرا إلى تعز أو إلى محافظة الحديدة (غربا)، خوفا من استهدافهم من قبل الحوثيين بدوافع طائفية.
وأضاف اليوسفي لـ"العربي الجديد" أن جميع أسرته غادرت صنعاء، لكنه "اضطر للبقاء في صنعاء لحماية منزلهم من النهب". مشيرا إلى أن هذه مخاطرة لكنها ضرورية للحفاظ على ما يمتلكونه في صنعاء.
وأوضح اليوسفي أن هذه المخاوف تزايدت بعد أن تحققوا من صحة ما وصفها بـ"التهديدات التي أطلقها أحد القيادات الحوثية قبل أكثر من أسبوعين"، والذي أشار فيها إلى إمكانية استهداف السكان الذين ينتمون إلى محافظة تعز والقاطنين في محافظات مختلفة منها العاصمة صنعاء، حسب قوله.
من جانبه، فضّل عبد الواسع العريقي البقاء في صنعاء، رغم مطالبات أسرته في تعز بالعودة خوفا من أن يمسه مكروه.
يقول لـ"العربي الجديد": "تطالبني والدتي دائما بالعودة إلى قريتي في تعز، لكني لا أفكر بالعودة حاليا، فصنعاء هي مدينة كل اليمنيين".
مشيراً إلى أنه ولد في صنعاء وأن مغادرته لها وتركها للحوثيين يعتبر خذلاناً لها. وأضاف العريقي: "كما أن لدي محلا أبيع فيه منتوجات الألمنيوم، ولن أتركه مهما حدث، فهذا رزق أبنائي".
لافتا إلى أنه يحاول الابتعاد عن الخوض في السياسة كي لا يتم استهدافه من قبل الحوثيين المنتشرين في صنعاء.
وكما هو معروف في اليمن، فإن أبناء محافظة تعز، وهي الأكثر سكانا في اليمن، هم الأكثر انتشارا للعمل في كل محافظات الجمهورية، حيث يمارسون مهنا وأعمالا خاصة وحكومية مختلفة، مكنتهم من الانتشار الواسع للعمل أو العيش في كل مناطق اليمن.
اقرأ أيضاً:منازل ومستشفيات تعز اليمنية تحت القصف
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها تهديدات ضد أبناء تعز، بل سبقتها تهديدات مماثلة للقيادي الحوثي (صادق أبو شوارب) ضد أبناء تعز، وتصريحاته ضدهم بمفردات تحقيرية بعد دخول الحوثيين العاصمة صنعاء في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب رفض المحافظة وأبنائها دخول الحوثيين إلى محافظتهم.
وكانت محافظة تعز قد استعصت على الحوثيين طويلا، وأصبحت آخر محافظة رئيسية يدخلها الحوثيون ضمن مناطق الشمال.
ويخوض الحوثيون وعسكريون في الجيش والأمن الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح معارك شرسة ضد المقاومة الشعبية في مدينة تعز، بعد سيطرة الحوثيين على اللواء 35 مدرع الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي منتصف الشهر الحالي.
وتقول الأنباء إن المقاومة نجحت في إخراج الحوثيين من معظم المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، ولم يتبق لهم إلا منطقة حوض الأشراف وأجزاء من المدينة القديمة.
اقرأ أيضاً:اليمن: النزوح يحوّل الأرياف إلى مدن ويزيد الأزمات