"لا يمكنني فتح النوافذ، فالروائح تزكم الأنوف، إنها مزيج من فضلات الأضاحي والجلود المتراكمة على حافة الطرقات"، تقول التونسية سامية بن محمود، من منطقة العزيب شمال بنزرت، لـ"العربي الجديد"، عن النفايات التي تنتشر أمام منزلها.
وتضيف بن محمود: "أكوام من الجلود تسببت في انتشار الناموس، حتى أطفالنا مهددون بالأمراض، وبعضهم يعانون من ارتفاع درجات الحرارة ونخشى من حصول كارثة بيئية، أصبحت المسألة لا تطاق ولا بد من رفع هذه الأكوام في أقرب الآجال وإلا فإن المعاناة ستزيد".
وأكدت أنه من غير المقبول أن تعجز البلديات عن رفع النفايات المنزلية، مشيرة إلى أن المعاناة تتكرر من سنة إلى أخرى، وتتفاقم ثاني أيام العيد، "إن عجزت الدولة عن إيجاد حلول لهذه المعضلة فما بالنا ببقية المشكلات المعقدة".
واعتبرت أماني، أن شاحنات خاصة كانت تجوب الشوارع، وتقتني الجلود بأسعار رمزية، ثم يوزعونها على المصانع، ولكن منذ عزوف أصحاب المصانع عن تسلمها لم يعد هناك أي مجال للتخلص منها سوى إلقائها مع النفايات.
وحمّل محمد، البلديات المسؤولية لأن عليها رفع النفايات، ولكن بحكم تزامن العيد مع العطلة لم يتم رفع الفضلات المنتشرة، مؤكدا أن كل تونسي يتحمل المسؤولية لأن النظافة مرتبطة بسلوك المواطن، خاصة أنها قد تبقى لأيام دون أن يتم رفعها، مبينا أن جلود الأضاحي تنتشر في كل مكان، وقد تتسبب في مخاطر صحية لا تحمد عقباها، داعيا السلطات إلى التعامل مع المسألة بجدية.
وقال الهنتاتي، إن ربات البيوت بحكم تغير نسق الحياة لم يعدن يستعملن جلود الأضاحي، كما أن البلديات لم تكن تجمع مثل هذه النفايات لأنها تعتبرها في غير اختصاصها، مبينا أنّ المواطن وجد نفسه في مأزق حقيقي، وأمام مشكلة محيّرة وهو طريقة التخلص من هذه النفايات، وبالتالي أصبح الجميع يلقيها مع الفضلات المنزلية.
وبين الخبير البيئي أنّ النفايات المنزلية تضاعفت في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فإن الإمكانات البلدية ظلت تقريبا ذاتها ولم تتطور، ما يجعل جزءا كبيرا من النفايات المنزلية يتراكم بالشوارع، معتبرا أنّ البلديات تتعامل مع النفايات بطريقة عادية ولم تقدم أي مبادرات أو حلول ناجعة للتخلص منها.
وأضاف أنّ هذه النفايات وراء انتشار كثير من الفيروسات، وتتسبب في مرض الكثير من الأطفال، كما تشوه البيئة وتنغص حياة المواطنين وتحرمهم العيش الكريم.