يعد "النجم الهش" Brittle Star حيوانًا غير عاديّ، إذْ سكنت هذه الحيوانات الأرض قبل حوالي 500 مليون عام، وبالتالي تعتبر من الأحافير الحيَّة. أخيرًا، توصّل الباحثون إلى اكتشافٍ علميّ مهم، وهو أنَّ هذه الحيوانات تمكّنت من توجيه نفسها، دون وجود عيونٍ أو جهازٍ عصبي مركزيّ.
وفي مقال مشتركٍ نشره الباحثان، لورين سومنر روني Lauren Sumner-Rooney وإيستر أورليتش لوتر Esther Ullrich-Lüter، في مجلة "علم الأحياء الراهن" العلميّة المحكمة، فإنّ هذه الحيوانات ترى عن طريق استخدام جلدها فقط، إذْ تستخدم آلاف الخلايا العصبية الخاصة التي تقوم بتفسير درجات الضوء مثلاً، وتتفاعل مع كلّ الأشياء المحيطة بها.
ويعيش حيوان "النجم الهش" والذي يمتلك خمسة أذرعٍ، ويبلغُ قطره أكثر من 20 سنتم، بشكل أساسي في منطقة الكاريبي. وفي التجارب المخبريّة، عمل الباحثان على معرفة كيف تتفاعل هذه الحيوانات مع المنبّهات الخفيفة. إذْ خلال النهار، يتوجّه هذا الحيوان بشكلٍ قصدي وهدفي إلى المناطق الأقلّ ضوءاً، وهذا يعدُ سلوكًا حيوانياً متطوّراً، إذْ أنّ الحيوانات العاشبة مثلاً، تهرب من الحيوانات المفترسة خلال النهار، تماماً مثلما تفعل هذه الأسماك بالتوجه نحو العتمة.
ولكن في العتمة، كان ردّ فعل الحيوانات ضعيفًا جدًا عند حالات الاختلاف في درجة سطوع الليل. إذْ أنّ خلاياها الحساسة للضوء قادرة أكثر على تفسير اختلافات السطوع في النهار، في حين أنّ فعاليتها تقلّ في الليل. بعد عدّة محاولات، تمكّن الباحثان من إيجاد تفسير محتملٍ لهذه الظاهرة الغريبة.
ونظرًا للاختلاف بين أشكال الخلايا الصبغية الجلدية، فإنّ لون الحيوان نفسه يتغيّر ما بين الليل والنهار، إذْ يكون له نهارًا لون أحمر غامق يميل إلى السواد، في حين أنّها تصبح في الليل شريطاً من البيج. وحيوان "النجم الهش" هو ثاني حيوان تم اكتشافه في الطبيعة حتّى الآن، يبصر دون عيون، والأول هو قنفذ البحر الأرجواني، والذي يمتلكُ خلايا حساسة للضوء أيضًا، ولكنها تعمل بآلية مختلفة.
ومع ذلك، لا تزال آلية معالجة هذه المعلومات، عند حيوانات "النجم الهش" غامضة، إذْ أنها لا تمتلك أبدًا أي جهازٍ عصبي مركزي. ومع ذلك، فإنّ هذا إثباتٌ بأنّك كنت تبصر دون عيون يا أيها الإنسان، وتطور بصرك على مدار آلاف السنين.