يقبل هواة الطبيعة وآخرون على التخييم في الكويت، خلال هذه الفترة من العام، إلا أن بعضهم يشكو من إقدام شباب على تدمير البيئة
تحوّلت المخيّمات الربيعيّة في الكويت من كونها مصدرَ راحة واستجمام إلى أماكن يتجمّع فيها الشباب المستهترون بالقانون، والذين يساهمون في تدمير البيئة، من خلال صيد الطيور، وقطع النباتات البرية النادرة، ودهسها من خلال الدراجات النارية.
ويبدأ موسم التخييم في الكويت من منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى منتصف مارس/ آذار، وهي الفترة التي تنخفض فيها درجة الحرارة، ويصبح الطقس بارداً معتدلاً، ما يجعل العائلات والأفراد قادرين على الخروج إلى الصحراء للتمتع بالطبيعة، وإقامة "مخيمات ربيعية" في 18 موقعاً حددتها البلدية في البلاد، لضمان الحفاظ على البيئة وعلى مساحة تمتد إلى 1500 كيلو متر مربع في المناطق الجنوبية والشمالية والغربية للبلاد.
ويقول وليد الخالد، أحد أفراد جمعية الكشافة الكويتية السابقين، لـ "العربي الجديد": "التخييم يهدف إلى إعادة التحام الإنسان بالطبيعة، من خلال ذهابه إلى الصحراء البعيدة، وإشعال النار، والطبخ، والصيد من الطبيعة، ومحاولة التكيّف معها. وهذا الأمر ينقله من العالم الحديث إلى عالم آخر، ويعزز لديه روح المسؤولية والاتكال على النفس والحد من الاعتماد على الآخرين والتكنولوجيا". يضيف: "التخييم الذي يستخدم فيه الإنسان التقنيات الحديثة، ويضع فيه معدات تساعده على الراحة، يمكن أن يسمى أي شيء إلا تخييماً. للأسف، في الكويت والخليج عموماً، ما من جهات رسمية تشرح التخييم الحقيقي للناس، على عكس ما يحدث في أميركا مثلاً، وهذا ما سعينا إلى تكريسه من خلال الذهاب إلى الغابات أو البراري وقطع صلتنا بالحضارة نهائياً".
إلى ذلك، يقول الناشط البيئي، خالد الهاجري، لـ "العربي الجديد": "يجب مضاعفة الرقابة على أصحاب المخيمات في حال عمدوا إلى تدمير البيئة والعبث فيها. ويلاحظ كثيرون أن المناطق التي يخيّم فيها الناس تتحول إلى أرض جرداء بعد سنوات عدة، على عكس الأراضي الأخرى التي تحميها الدولة.
وفي السنوات الأخيرة، لوحظ ازدياد المخيمات الربيعية الفاخرة التي تبنيها شركات متخصصة وتعرضها للإيجار اليومي أو الأسبوعي أو الشهري. وتحتوي هذه المخيمات على غرف نوم وصالات واسعة إضافة إلى دورات مياه فخمة. ويقول أبو محسن الذي يعمل في مجال بناء المخيمات وتأجيرها، لـ "العربي الجديد": "الإقبال على المخيمات كبير جداً في موسم الشتاء إلى درجة نضطر فيها إلى الإعلان عن عدم توفر حجوزات في بعض الأحيان. وسبب هذا الإقبال هو ملل الناس من الذهاب إلى الحدائق والمجمعات التجارية، والرغبة في بعض التغيير. لكن ما يزعجنا هو بعض الخارجين على القانون من الشباب الذين يستخدمون دراجاتهم النارية ويدخلون إلى مناطق التخييم بهدف الإزعاج".
اقــرأ أيضاً
ورغم الانتقادات التي توجه إلى هذه المخيمات الفاخرة التي تضر بالبيئة، وتتحول إلى بؤر إزعاج لأصحاب المخيمات الأخرى، يقول أبو محسن: "فكرة وجود مخيم بلا حاجات أساسية للإنسان قد تصلح للمغامرين والمستكشفين لكنها لا تصلح أبداً للعائلات التي لديها أطفال أو أشخاص من ذوي الإعاقة. لكلِّ شخص هدف وغاية من التخييم، وهدف هذه العائلات هو التغيير فقط".
وتنقسم المخيّمات في الكويت إلى مخيمات خاصة بالعائلات وأخرى شبابية. وتتواجد الأولى في المناطق الصحراوية البعيدة كالصبية وأم العيش. أما تلك الشبابية، فتتواجد في المناطق القريبة من الضواحي السكنية مثل كبد والمطلاع. ويعود سبب تواجد المخيمات الشبابية قريباً من المناطق السكنية إلى تجمع الشباب فيها بشكل شبه يومي، وتتحوّل هذه المخيمات إلى ما يشبه المجالس التي يلتقي فيها الأصدقاء ويلعبون الورق، أو يدخنون ويشربون الشاي والقهوة.
ويقول عثمان الشمري لـ "العربي الجديد": "المخيمات الشبابية هدفها جمع الشباب يومياً للحديث عن آخر المستجدات السياسية أو الاجتماعية في المجتمع الكويتي، علماً أنها تنفضّ بعد ساعات من عقدها. أما التخييم في عمق الصحراء للحصول على خلوة وإجازة، فهو للذين يهوون الطبيعة".
بعض عائلات اللاجئين السوريين في الكويت والبدون تبني مخيّمات وتسكنها طوال فترة التخييم، سعياً إلى الحدّ من بدلات الإيجار المرتفعة. ويقول المراقب في بلدية الكويت خالد العتيبي، لـ "العربي الجديد": "ظاهرة السكن بشكل يومي في المخيمات حدثت بعد قيام الثورة السورية وتدفق بعض العائلات السورية إلى الكويت، لكنها لا تشكل خطراً كون هذه المخيمات محددة بمدة زمنية معينة، وما من احتمال لأن تتحول إلى مخيّمات للاجئين، كما في لبنان أو تركيا أو الأردن. من جهة أخرى، فإن الصيف في الكويت لا يُحتمل من دون تكييف".
يضيف: "ما من سند قانوني يمنع هؤلاء من الإقامة في المخيمات بشكل يومي والسكن فيها، ما داموا قد حصلوا على ترخيص. كما أن عددهم ليس كبيراً إلى درجة كبيرة".
تحوّلت المخيّمات الربيعيّة في الكويت من كونها مصدرَ راحة واستجمام إلى أماكن يتجمّع فيها الشباب المستهترون بالقانون، والذين يساهمون في تدمير البيئة، من خلال صيد الطيور، وقطع النباتات البرية النادرة، ودهسها من خلال الدراجات النارية.
ويبدأ موسم التخييم في الكويت من منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى منتصف مارس/ آذار، وهي الفترة التي تنخفض فيها درجة الحرارة، ويصبح الطقس بارداً معتدلاً، ما يجعل العائلات والأفراد قادرين على الخروج إلى الصحراء للتمتع بالطبيعة، وإقامة "مخيمات ربيعية" في 18 موقعاً حددتها البلدية في البلاد، لضمان الحفاظ على البيئة وعلى مساحة تمتد إلى 1500 كيلو متر مربع في المناطق الجنوبية والشمالية والغربية للبلاد.
ويقول وليد الخالد، أحد أفراد جمعية الكشافة الكويتية السابقين، لـ "العربي الجديد": "التخييم يهدف إلى إعادة التحام الإنسان بالطبيعة، من خلال ذهابه إلى الصحراء البعيدة، وإشعال النار، والطبخ، والصيد من الطبيعة، ومحاولة التكيّف معها. وهذا الأمر ينقله من العالم الحديث إلى عالم آخر، ويعزز لديه روح المسؤولية والاتكال على النفس والحد من الاعتماد على الآخرين والتكنولوجيا". يضيف: "التخييم الذي يستخدم فيه الإنسان التقنيات الحديثة، ويضع فيه معدات تساعده على الراحة، يمكن أن يسمى أي شيء إلا تخييماً. للأسف، في الكويت والخليج عموماً، ما من جهات رسمية تشرح التخييم الحقيقي للناس، على عكس ما يحدث في أميركا مثلاً، وهذا ما سعينا إلى تكريسه من خلال الذهاب إلى الغابات أو البراري وقطع صلتنا بالحضارة نهائياً".
إلى ذلك، يقول الناشط البيئي، خالد الهاجري، لـ "العربي الجديد": "يجب مضاعفة الرقابة على أصحاب المخيمات في حال عمدوا إلى تدمير البيئة والعبث فيها. ويلاحظ كثيرون أن المناطق التي يخيّم فيها الناس تتحول إلى أرض جرداء بعد سنوات عدة، على عكس الأراضي الأخرى التي تحميها الدولة.
وفي السنوات الأخيرة، لوحظ ازدياد المخيمات الربيعية الفاخرة التي تبنيها شركات متخصصة وتعرضها للإيجار اليومي أو الأسبوعي أو الشهري. وتحتوي هذه المخيمات على غرف نوم وصالات واسعة إضافة إلى دورات مياه فخمة. ويقول أبو محسن الذي يعمل في مجال بناء المخيمات وتأجيرها، لـ "العربي الجديد": "الإقبال على المخيمات كبير جداً في موسم الشتاء إلى درجة نضطر فيها إلى الإعلان عن عدم توفر حجوزات في بعض الأحيان. وسبب هذا الإقبال هو ملل الناس من الذهاب إلى الحدائق والمجمعات التجارية، والرغبة في بعض التغيير. لكن ما يزعجنا هو بعض الخارجين على القانون من الشباب الذين يستخدمون دراجاتهم النارية ويدخلون إلى مناطق التخييم بهدف الإزعاج".
ورغم الانتقادات التي توجه إلى هذه المخيمات الفاخرة التي تضر بالبيئة، وتتحول إلى بؤر إزعاج لأصحاب المخيمات الأخرى، يقول أبو محسن: "فكرة وجود مخيم بلا حاجات أساسية للإنسان قد تصلح للمغامرين والمستكشفين لكنها لا تصلح أبداً للعائلات التي لديها أطفال أو أشخاص من ذوي الإعاقة. لكلِّ شخص هدف وغاية من التخييم، وهدف هذه العائلات هو التغيير فقط".
وتنقسم المخيّمات في الكويت إلى مخيمات خاصة بالعائلات وأخرى شبابية. وتتواجد الأولى في المناطق الصحراوية البعيدة كالصبية وأم العيش. أما تلك الشبابية، فتتواجد في المناطق القريبة من الضواحي السكنية مثل كبد والمطلاع. ويعود سبب تواجد المخيمات الشبابية قريباً من المناطق السكنية إلى تجمع الشباب فيها بشكل شبه يومي، وتتحوّل هذه المخيمات إلى ما يشبه المجالس التي يلتقي فيها الأصدقاء ويلعبون الورق، أو يدخنون ويشربون الشاي والقهوة.
ويقول عثمان الشمري لـ "العربي الجديد": "المخيمات الشبابية هدفها جمع الشباب يومياً للحديث عن آخر المستجدات السياسية أو الاجتماعية في المجتمع الكويتي، علماً أنها تنفضّ بعد ساعات من عقدها. أما التخييم في عمق الصحراء للحصول على خلوة وإجازة، فهو للذين يهوون الطبيعة".
بعض عائلات اللاجئين السوريين في الكويت والبدون تبني مخيّمات وتسكنها طوال فترة التخييم، سعياً إلى الحدّ من بدلات الإيجار المرتفعة. ويقول المراقب في بلدية الكويت خالد العتيبي، لـ "العربي الجديد": "ظاهرة السكن بشكل يومي في المخيمات حدثت بعد قيام الثورة السورية وتدفق بعض العائلات السورية إلى الكويت، لكنها لا تشكل خطراً كون هذه المخيمات محددة بمدة زمنية معينة، وما من احتمال لأن تتحول إلى مخيّمات للاجئين، كما في لبنان أو تركيا أو الأردن. من جهة أخرى، فإن الصيف في الكويت لا يُحتمل من دون تكييف".
يضيف: "ما من سند قانوني يمنع هؤلاء من الإقامة في المخيمات بشكل يومي والسكن فيها، ما داموا قد حصلوا على ترخيص. كما أن عددهم ليس كبيراً إلى درجة كبيرة".