"تحرّر مخيم خان الشيح، الواقع على أوتستراد السلام الواصل دمشق بمدينة القنيطرة جنوباً، والذي يبعد 25 كيلومتراً عن العاصمة السورية دمشق، من سلطة النظام مطلع العام 2013، إضافة إلى مناطق محاذية له تسمى منطقة سكيك ومنطقة منشية خان الشيح ومزارع خان الشيح ومنطقة مزارع 68"، بحسب الناشط الإعلامي أسامة الشامي، لافتاً إلى أنّ "المخيم يعاني من ضعف التغطية الإعلامية، لمأساة نحو 12 ألف فلسطيني، إضافة إلى آلاف النازحين السوريين الهاربين من الفقر".
ويبيّن الشامي، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ "المخيم محاصر من ثلاث جهات، في الوقت الذي حافظت فيه فصائل المعارضة على متنفس إنساني، عبارة عن طريق يصل بين المخيم وبلدة زاكية بطول نحو خمسة كيلومترات، على الرغم من أنّ هذا الطريق يتم استهدافه من قبل الفوج 137 التابع للفرقة السابعة المتواجد في وعرة زاكية باستمرار، بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة وعربات الشيلكا والصواريخ الحرارية". ويوضح الناشط أن "زاكية تعيش أشبه بهدنة غير معلنة، إذ يتواجد فيها فصائل المعارضة المسلحة، في حين تتواجد على أطرافها من جهة دمشق، حواجز قوات النظام".
ويصف الشامي وضع المخيم المعيشي، قائلاً إنّ "الحياة في خان الشيح مأساة بطعم الدم. لقي عدد كبير من أبناء المخيم حتفهم على طريق زاكية، وهم يحاولون إدخال بعض المواد الغذائية والطبية". ويضيف أنّه "يوجد في المخيم مستشفى ميداني وحيد، لكنه كسائر المستشفيات في المناطق المحاصرة، يفتقر إلى الكوادر الطبية المتمرسة من أطباء وأخصائيين، إضافة إلى المعدات اللازمة والدعم المادي، في حين أنّ بعض المدارس لا تزال تعمل حتى الآن، وعدد قليل منها افتتحتها مؤسسات إنسانية، في ظل وضع تعليمي سيئ، في وقت يتقدّم فيه طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية إلى الامتحانات في بلدة زاكية".
اقرأ أيضاً: الفلسطيني في سورية ورحلة التيه والموت
ويعرب الناشط عن مخاوف المدنيين من الاعتقال، مشيراً إلى أنّ "ما يمنع الكثير من الطلاب من مغادرة المنطقة لمتابعة تحصيلهم الجامعي، تعرض أبناء المنطقة للإهانة والاعتقال على حواجز قوات النظام على طريق دمشق، بذريعة تشابه في الأسماء أو وجود أقرباء لهم مطلوبين، وفي كثير من الأحيان، من دون سبب". ويؤكّد أن "المنظمات الأممية لم تدخل إلى المنطقة طوال فترة الحصار، إذ يوجد بعض المؤسسات الإغاثية في المخيّم التي تقدّم بعض المساعدات، لكنّها لا تغطي احتياجات الأهالي التي تتزايد يومياً". ويوضح أنّ "نسبة الفقر مرتفعة بين الأهالي"، وأنّ "العاملين منهم، إمّا موظفون ومدخولهم متدن جداً، وإمّا في الأعمال الحرة كالتجارة بالمواد الغذائية، أو ميكانيكي، وما شابه من أعمال ذات أجر محدود".
ويشرح الشامي أنّ "خان الشيح منطقة ذات طبيعة صخرية وعرة ومحاطة بكتلة كبيرة من الكتائب والألوية والفرق والأفواج التابعة لقوات النظام، منها اللواء 68، تلة ركيس، اللواء 121، الفوج 90، والفوج 137، وهو أهم فوج مدفعية في جنوب سورية، وتلة الكابوسية، وتلة كوكب والفرقة السابعة، والفوج 100". ويضيف أنّ "محيط المخيم يتعرض منذ بداية عام 2014 إلى قصف بالبراميل المتفجرة بشكل شبه يومي، في حين يغيب عن الجميع طرح أي هدنة من قبل النظام، إذ يكمن الهدف الرئيسي في إسقاط المخيّم".
ويلفت إلى أنه تمّ تشكيل غرفة عمليات عام 2013، داخل المخيم، أُطلق عليها اسم "تحالف الراية الواحدة"، وتضم كلاً من ألوية وكتائب "توحيد العاصمة"، "جبهة النصرة"، حركة "أحرار الشام"، ولواء "العز" التابع لأكناف "بيت المقدس"، ولواء "فرسان السنة"، وجبهة "أنصار الإسلام"، و"الاتحاد الإسلامي" لأجناد الشام. كما يوجد فصائل أخرى، مثل لواء "شهداء الإسلام"، وجبهة "ثوار سورية"، ولواء "سيف الله المسلول"، و"الجيش الأول".
ويشير الشامي إلى أنّ "فصيل لواء العز التابع لأكناف بيت المقدس، المكوّن من أبناء المخيم الفلسطينيين، هو المسؤول عن حماية أمن المخيم"، مبيناً أن "الفصائل العسكرية في المنطقة تلغي أي وجود عسكري داخل المخيم لتحييده عن الصراع، وكي لا يكون ذريعة للنظام بقصفه للمدنيين. في حين يتمركز المقاتلون في منطقة المزارع ودروشا والديرخبية والـ68 والطبيبية". ويبيّن أن "اللواء 68 يفصل بين خان الشيح ومناطق تمركز جيش الحرمون وقرى جبل الشيخ. كما تفصل عدة تلول وطرف اللواء 68 بين المخيم ومناطق المعرضة في درعا والقنيطرة، إضافة إلى عدد من الثكنات والكتائب العسكرية".
اقرأ أيضاً: سلمية... بوابة النظام السوري لكسب ود التحالف الدولي