لا يزال أهالي منطقة هجين بريف دير الزور الشرقي عالقين في منطقة المواجهات بين تنظيم "داعش" و"قوات سورية الديموقراطية" (قسد)، بعد قرابة ثلاثة أشهر على بدء الأخيرة معاركها لاستئصال التنظيم من المنطقة.
ويوضح أشرف الحماد وهو من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، أن "الواقع مأسوي بكل معنى الكلمة، القصف في كل مكان، والنزوح يتكرر يوما بعد يوم، وطائرات التحالف الدولي لا تميز بين طفل أو امرأة أو كبير في السن. والدليل هو المجازر المستمرة التي ترتكب بحقنا بين الفترة والأخرى".
وعن الموادّ الغذائية وآلية وصولها لمنطقة هجين، قال الناشط محمد عبد الله لـ"العربي الجديد"، "هناك معابر بين مليشيا "قسد" وتنظيم "داعش" تمر عبرها المواد الغذائية للأهالي في منطقة هجين، وهذه المعابر تبقى مفتوحة بالتنسيق بين الطرفين، وعند التوتر وارتفاع حدة المعارك بينهما يتم إغلاقها، ومنع دخول الموادّ يتسبب بغلاء أسعار فوري يؤثر على سكان المنطقة، الذين يقارب عددهم الأربعين ألفا".
وأشار إلى أن "هناك أنباءً عن اتفاقيات على علاج مقاتلي تنظيم "داعش"، في مشافي ونقاط طبية واقعة بمناطق سيطرة "قسد"، وهذه الأمور يعرفها أبناء منطقة هجين جيدا".
وأضاف: "في النتيجة الضحايا هم المدنيون من أبناء المنطقة، الذين وقعوا في بوتقة صراع بين "قسد" وتنظيم "داعش" والتحالف الدولي".
ووقعت كبرى المجازر التي ارتكبها التحالف الدولي في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما استهدفت مقاتلات التحالف الدولي مسجدين في بلدة السوسة من ضمنها مسجد عثمان بن عفان، موقعة أكثر من 70 قتيلاً من المدنيين.
وناشد عثمان أبو العز ( 45 عاما) وهو من أهالي هجين، التحالف الدولي التوقف عن الاستهداف العشوائي للأهالي، ضمن المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش". وقال لـ"العربي الجديد": "نناشدهم ألا يقصفوا منازلنا والأسواق والمساجد، فعناصر تنظيم "داعش" لا يلجأون إليها، والتحالف الدولي يمكن له تمييز مقارّهم ومواقعهم بسهولة".
وأضاف أبو العز: "نحن نريد الخلاص فقط، ولا نريد أن نقصف ويُقتل أبناؤنا بحجة هؤلاء المارقين من تنظيم "داعش" أو حتى "قسد"، التي اتخذت منا شمّاعة لبقائها".