بعث مدير قناة الجزيرة أحمد اليافعي، رسالة إلى الزهراء ابنة الصحافي المعتقل في السجون المصرية محمود حسين أكد فيها، أنه "لن يدخر جهدا وكل زملاء والدها، والصحافيين الأحرار حول العالم، ولن يهدأ لهم بال حتى يخرج محمود حسين حراً طليقا هو وكل الصحافيين الذين يدفعون ثمن الحقيقة من أعمارهم وحريتهم"، مؤكداً أن شبكة الجزيرة الإعلامية "لن تدخر أي جهد في سبيل تلك الغاية وذلك الهدف".
ودان اليافعي في رسالته التي وصل "العربي الجديد" نسخة منها، تجديد حبس الزميل محمود للمرة السادسة عشرة على التوالي، منذ اعتقاله في ديسمبر 2016، وصمّ الآذان عن كل المناشدات والمطالبات التي أطلقتها هيئات ومنظمات حقوقية دولية وجمعيات مدافعة عن حرية الصحافة على غرار منظمات مراسلون بلا حدود وأمنستي وهيومان رايتس ووتش والمعهد الدولي للصحافة في نيويورك.
وقال "إن كل هذا التجاهل مدان"، مضيفا، "لقد راهن من اعتقل الصحافي محمود حسين، ثم أجبره على الإدلاء بما وصفها اعترافات أخذت تحت التهديد، على كسر إرادته بعد أن كسر ذراعه، وهو لا يعلم أن إرادة محمود كما هي مبادئه، شامخة صلبة لا تلين، وهو الذي ظل وفيا لبلده ولمهنيّته".
"كما راهن من اعتقل الزميل محمود حسين على كسر إرادة الجزيرة، في نقل الحقيقة بكل جسارة واقتدار. ولم يعلم أن كل الرهانات السابقة قد انكسرت وارتدّت على أصحابها، فها هم الزملاء سامي الحاج وتيسير علوني وبيتر غريستي وعبدالله الشامي وغيرهم يقفون أحراراً شامخين في وجه سجّانيهم".
ولفت اليافعي إلى أن السلطات المصرية، "تصر مجددا على استمرار اعتقال الزميل الصحافي الحرّ محمود حسين، ليمضي أكثر من 620 يوما في زنزانة معزولة عن العالم، مخالفة بذلك القوانين المحلية والدولية، بعد تجاوزه المدة القانونية للحبس الاحتياطي المنصوص عليها في القانون المصري، رغم المطالب الدولية وبيانات التنديد والشجب التي أصدرتها مؤسسات إعلامية وحقوقية على رأسها منظمة الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن السلطات المصرية "لم تصغ لابنته الزهراء وهي تصف المعاناة التي تواجه عائلته في طوابير السجن الطويلة التي لا تتحرك، في البرد القارس وتحت حرارة الشمس الحارقة، وكيف تكون لقاءاتهم بإذن ولوقت قصير، كيف ينتظرون سماع صوته من نافذة سيارة الترحيلات شديدة الضيق، وكيف تمنع سلطات السجن محمود حسين من تلقي العلاج المناسب بعد كسر ذراعه".