سجّلت مدينة طوزخورماتو، شمال العاصمة بغداد، ارتفاعاً غير مسبوق بنسبة تعاطي وتجارة المخدرات وفقاً لمنظمات محلية، عزت ذلك إلى البطالة واستشراء الجهل والأمية بين الشباب وآثار الحروب المتتالية. إلا أن مسؤولاً أمنياً بارزاً فيها، اتهم مليشيا "الحشد" بالوقوف وراء زيادة تعاطي المخدرات وانتشارها.
وبحسب تقرير صدر أخيراً عن عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة صلاح الدين، فإن مدينة طوزخورماتو، سجلت نسبة 7 في المائة لتعاطي المخدرات والمواد المهدئة وحبوب الهلوسة بين الشبان، نتج عنها ارتفاع معدل الجرائم من قتل وسرقة.
وقال مدير منظمة الإخاء في مدينة طوزخورماتو، آراس فريد "إن الحصول على المخدرات بات سهلاً للغاية وبأسعار بسيطة جدا"، مضيفاً "أغلب المخدرات غير نقية، وفيها سموم قاتلة، وهناك حالات وفيات سجلت عام 2016".
وتؤكد إدارة المدينة أن عدد من تم اعتقالهم في طوزخورماتو بتهمة الترويج للمخدرات وحيازتها أو تعاطيها، زاد عن 500 شخص خلال عام 2016، واعترفوا بذلك خلال التحقيق معهم.
ويقول سكان في القضاء، إن مدينتهم لم تكن تعرف المخدرات حتى عام 2014، وهو العام الذي دخلت مليشيا الحشد الشعبي إلى القضاء، وانتشرت فيها بذريعة حماية السكان من "داعش".
وتعد مدينة طوزخورماتو منطقة استراتيجية بسبب موقعها بين مناطق يطالب بها إقليم كردستان وأخرى تحت نفوذ الحكومة العراقية. وتذكر تقارير إعلامية أن إيران باتت تولي المنطقة أهمية وتعمل على بسط نفوذ المليشيات الطائفية عليها.
كما اتهم المدير العام للأمن في المدينة، العقيد فاروق أحمد، مليشيا "الحشد الشعبي" بإدخال المخدرات إلى القضاء، ما أدى إلى زيادة انتشارها وتعاطيها بين السكان.
وأوضح في تصريحٍ له أن "تعاطي واستعمال المخدرات يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في القضاء، ويعود السبب إلى انتشار مسلّحي مليشيا "الحشد الشعبي"، التي تدخل وتخرج من دون تدقيق".
وأضاف "زادت معدلات تعاطي وترويج المخدرات في المدينة خلال عام 2016، لأن مداخل القضاء مفتوحة بوجه مسلحي مليشيا "الحشد الشعبي" الذين يأتون من بغداد وإيران بالمخدرات وخاصة الحشيشة". وأكد أن "النسبة الكبرى من المتعاطين هي من شباب الأحياء، التي يتواجد فيها أفراد المليشيات".
ووفقاً لتقارير محلية وأجنبية، فإن الإيرانيين يريدون مدّ طريق بري يربط أراضي إيران بسورية ولبنان عبر العراق، ومن المناطق التي يفترض أن يمر عبرها هو قضاء طوزخورماتو. ووصلت المشاكل الأمنية في القضاء إلى حد الاشتباك بين قوات البشمركة والمليشيات، وانتهت في أغسطس/آب 2014 بدخول المليشيات إلى القضاء، وإقامة مواقع له بحجة الدفاع عن سكانها الشيعة، وهو قضاء يسكنه عرب وتركمان أيضاً.