كبر مراهقو قطاع غزة على أحداث انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول في عام 2000، وشاهدوا على إثرها الحواجز التي تفصل محافظات قطاع غزة عن بعضها بعضاً حتى 2005، عام تحرير غزة. وعايشوا الحصار الإسرائيلي للقطاع منذ عام 2006 وحتى اللحظة، إضافة إلى العدوان المتكرر ثلاث مرات. كل هذه العوامل كانت كفيلة بتدمير أحلامهم وطموحاتهم.
ووجد المراهقون أنفسهم معنيين بالتحرك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وأصرّوا على المشاركة بمسيرة العودة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، على الرغم من المخاطر التي تحيط بالمتظاهرين على الحدود. خرج البعض من المنزل من دون علم أهله، ثم أبلغوهم بمشاركتهم حين صاروا على الحدود، فيما نجح آخرون في إقناعهم.
ويمكن القول إنّ المراهقين في قطاع غزة من بين الأكثر تضرراً نتيجة الحصار والدمار خلال العدوان، لأنهم لم يحظوا بطفولة آمنة، ولم تغب عن عيونهم مشاهد الدمار والقتل. إلا أن هذه الأحداث نفسها صنعت منهم جيلاً واعياً للدفاع عن حق العودة، حتّى أن كثيرين يرفضون ترك الحدود إلى حين حلول ذكرى النكبة.
حاول والد سالم السكني (17 عاماً) منعه من الخروج من البيت والمشاركة في التظاهرة على الحدود، خصوصاً بعد قرار ترامب، لكن دون جدوى. وبات يخرج مسرعاً من المنزل بعدما يدخل الوالد غرفته لأخذ قسط من الراحة. لا يخفي أن والده ضربه مرات عدة نتيجة غضبه وخوفه الشديد عليه. لكن في المرة الأخيرة، أخبره أنه سيرافق المحتشدين في الخيام خلال مسيرات العودة، وسيبقى معهم كل ليلة. وترك له عبارة في غرفته: "إحنا مش عايشين وفش حد مدور علينا (لا أحد يسأل عنا)، علشان هيك أنا على الحدود وربنا كبير".
ويقول سالم لـ "العربي الجديد": "حين كنت طفلاً، لطالما ظننت أن العالم مليء بالمشاكل والقتل والاحتلال. لكن حين كبرت أكثر، عرفت أن فلسطين أرض صراع، وليست كغيرها من الأراضي، فهي محتلة ومحاصرة. والسعادة بالنسبة لنا هي أن تأتي الكهرباء نصف يوم أو نتمتع بمياه نظيفة في المنازل. ولأن السياسيين كذّابون، وجدت أن التضحية يجب أن تكون من خلالنا. لذلك، سأشارك الكبار والصغار على الحدود".
يشارك أمجد سحويل (17 عاماً) وشقيقه يوسف (21 عاماً) في التظاهرات الوطنية منذ عامين، ويحاولان الانضمام إلى الحشود الغاضبة على الحدود وفي الميادين، إلا أنهم كثّفوا مشاركاتهم بعد إعلان ترامب. ويرى أمجد أن المشاركة في مسيرة العودة واجبة، كما أنها تجعلهم أكثر وعياً حول كل ما يتعلق بالقضية إضافة إلى مستقبلهم".
اقــرأ أيضاً
يعرف أمجد أهم الأحداث الفلسطينية التاريخية، وأسماء الثوار والشهداء منذ الاستعمار البريطاني لفلسطين. ويحفظ أهم مجريات الآلام الفلسطينية بدءاً من النكبة والنكسة العربية والانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت في مخيم جباليا مسقط رأسه. وتأثر كثيراً بسبب استشهاد باسل الأعرج "الثائر المطارد" العام الماضي، ويعتبره قدوةً له. ويقول لـ "العربي الجديد": "البعض يجدنا صغاراً، ويحاول التقليل من دورنا لأننا نشارك المتظاهرين على الحدود. لكن في داخلنا وطن كبير تربيّنا على جماله وقصصه وحبه لكننا لا نراه. يومياً، نعمل ونتعلم لأننا غرسنا في داخلنا نهج التحرير والعودة. نحن والأطفال على هذه الأرض مقاومون، وليست المقاومة حكراً على الشباب والكبار فقط".
أحمد عمران (16 عاماً) يتغيّب عن مدرسته في العديد من المناسبات الوطنية ليشارك في التظاهرات. يقول إنّ الاحتلال دمّر طفولته، ويرى أنّ لا مستقبل له في حال استمرّ الاحتلال وحصار قطاع غزة. لذلك، وفي كل مناسبة وطنية، يعمل وجيرانه في حي الشجاعية على إعداد اللافتات وإحضار الأعلام الفلسطينية والكوفيات للمشاركة في التظاهرات على الحدود الشرقية لغزة.
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، يبيت عمران في خيام العودة المنتشرة شرق مدينة غزة، ويحضر والده مصطفى كل يوم ليطمئن عليه. ويقول لـ "العربي الجديد": "فقدت السيطرة على ابني ولا أنكر خوفي عليه. لكنّه مراهق ويتمتع بطاقة كبيرة، وقد كبر وهو يرى الدمار والخراب. من هنا، يجب أن يفرغ طاقته لأجل وطنه. وأنا، كحال الكثير من الآباء، لنا أبناء يودون الدفاع عن قضيتهم".
ووجد المراهقون أنفسهم معنيين بالتحرك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وأصرّوا على المشاركة بمسيرة العودة التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، على الرغم من المخاطر التي تحيط بالمتظاهرين على الحدود. خرج البعض من المنزل من دون علم أهله، ثم أبلغوهم بمشاركتهم حين صاروا على الحدود، فيما نجح آخرون في إقناعهم.
ويمكن القول إنّ المراهقين في قطاع غزة من بين الأكثر تضرراً نتيجة الحصار والدمار خلال العدوان، لأنهم لم يحظوا بطفولة آمنة، ولم تغب عن عيونهم مشاهد الدمار والقتل. إلا أن هذه الأحداث نفسها صنعت منهم جيلاً واعياً للدفاع عن حق العودة، حتّى أن كثيرين يرفضون ترك الحدود إلى حين حلول ذكرى النكبة.
حاول والد سالم السكني (17 عاماً) منعه من الخروج من البيت والمشاركة في التظاهرة على الحدود، خصوصاً بعد قرار ترامب، لكن دون جدوى. وبات يخرج مسرعاً من المنزل بعدما يدخل الوالد غرفته لأخذ قسط من الراحة. لا يخفي أن والده ضربه مرات عدة نتيجة غضبه وخوفه الشديد عليه. لكن في المرة الأخيرة، أخبره أنه سيرافق المحتشدين في الخيام خلال مسيرات العودة، وسيبقى معهم كل ليلة. وترك له عبارة في غرفته: "إحنا مش عايشين وفش حد مدور علينا (لا أحد يسأل عنا)، علشان هيك أنا على الحدود وربنا كبير".
ويقول سالم لـ "العربي الجديد": "حين كنت طفلاً، لطالما ظننت أن العالم مليء بالمشاكل والقتل والاحتلال. لكن حين كبرت أكثر، عرفت أن فلسطين أرض صراع، وليست كغيرها من الأراضي، فهي محتلة ومحاصرة. والسعادة بالنسبة لنا هي أن تأتي الكهرباء نصف يوم أو نتمتع بمياه نظيفة في المنازل. ولأن السياسيين كذّابون، وجدت أن التضحية يجب أن تكون من خلالنا. لذلك، سأشارك الكبار والصغار على الحدود".
يشارك أمجد سحويل (17 عاماً) وشقيقه يوسف (21 عاماً) في التظاهرات الوطنية منذ عامين، ويحاولان الانضمام إلى الحشود الغاضبة على الحدود وفي الميادين، إلا أنهم كثّفوا مشاركاتهم بعد إعلان ترامب. ويرى أمجد أن المشاركة في مسيرة العودة واجبة، كما أنها تجعلهم أكثر وعياً حول كل ما يتعلق بالقضية إضافة إلى مستقبلهم".
يعرف أمجد أهم الأحداث الفلسطينية التاريخية، وأسماء الثوار والشهداء منذ الاستعمار البريطاني لفلسطين. ويحفظ أهم مجريات الآلام الفلسطينية بدءاً من النكبة والنكسة العربية والانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت في مخيم جباليا مسقط رأسه. وتأثر كثيراً بسبب استشهاد باسل الأعرج "الثائر المطارد" العام الماضي، ويعتبره قدوةً له. ويقول لـ "العربي الجديد": "البعض يجدنا صغاراً، ويحاول التقليل من دورنا لأننا نشارك المتظاهرين على الحدود. لكن في داخلنا وطن كبير تربيّنا على جماله وقصصه وحبه لكننا لا نراه. يومياً، نعمل ونتعلم لأننا غرسنا في داخلنا نهج التحرير والعودة. نحن والأطفال على هذه الأرض مقاومون، وليست المقاومة حكراً على الشباب والكبار فقط".
أحمد عمران (16 عاماً) يتغيّب عن مدرسته في العديد من المناسبات الوطنية ليشارك في التظاهرات. يقول إنّ الاحتلال دمّر طفولته، ويرى أنّ لا مستقبل له في حال استمرّ الاحتلال وحصار قطاع غزة. لذلك، وفي كل مناسبة وطنية، يعمل وجيرانه في حي الشجاعية على إعداد اللافتات وإحضار الأعلام الفلسطينية والكوفيات للمشاركة في التظاهرات على الحدود الشرقية لغزة.
ومنذ يوم الأربعاء الماضي، يبيت عمران في خيام العودة المنتشرة شرق مدينة غزة، ويحضر والده مصطفى كل يوم ليطمئن عليه. ويقول لـ "العربي الجديد": "فقدت السيطرة على ابني ولا أنكر خوفي عليه. لكنّه مراهق ويتمتع بطاقة كبيرة، وقد كبر وهو يرى الدمار والخراب. من هنا، يجب أن يفرغ طاقته لأجل وطنه. وأنا، كحال الكثير من الآباء، لنا أبناء يودون الدفاع عن قضيتهم".