سلمت لجنة الانتخابات في ولاية إسطنبول، اليوم الأربعاء، رسميا وثيقة فوز مرشح المعارضة التركية في الانتخابات المحلية، عن حزب "الشعب الجمهوري"، ومرشح تحالف "الشعب"، أكرم إمام أوغلو، بعد انتهاء الاعتراضات على الانتخابات، وإعادة فرز أصوات بعض المناطق في إسطنبول.
ووجهت اللجنة الدعوة لإمام أوغلو لتسلم الوثيقة، عصرا، حيث وصل إلى اللجنة وسط اهتمام إعلامي كبير، وبحضور أنصار للحزب، لاستلام الوثيقة، وتوجه بعدها لمبنى بلدية إسطنبول الكبرى، من أجل إجراءات تسلم مهامه من الإدارة السابقة التي كانت بيد حزب "العدالة والتنمية".
وبحسب النتائج بعد إعادة فرز الأصوات الملغية، وإعادة فرز الأصوات في منطقة مال تبه، والتي انتهت الليلة الماضي، فإن الفارق وصل في النهاية لأكثر من 13 ألف صوت بين إمام أوغلو، ومرشح حزب "العدالة والتنمية"، عن التحالف "الجمهوري"، بن علي يلدريم، ليفتح بذلك صفحة جديدة في مدينة إسطنبول.
وكان حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، قد تقدم بطعن عاجل على نتائج الانتخابات، على اعتبار حصول تجاوزات فيها، منها تسجيل ناخبين لا أهلية لهم، وتكرار تسجيل الناخبين في السجون وأماكن سكنهم، وتقديم عناوين وهمية، يبلغ عددها عشرات الآلاف، وينتظر أن تنظر الهيئة العليا للانتخابات بطلبه لاحقا، فيما تقدم الحزب بطلب آخر بعدم تسليم وثيقة فوز إمام أوغلو لحين النظر بالطعن العاجل، وهو ما رفضته اللجنة.
وتسليم الوثيقة هو مرحلة قانونية تسبق النظر بالطعن العاجل، وفي حال وافقت الهيئة العليا للانتخابات على طلب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم إلغاء الانتخابات في إسطنبول، وإعادة إجرائها بعد شهرين، فمن صلاحياتها أيضا إلغاء الوثيقة الرسمية للفوز، وهو ما حصل في 4 مناطق في تركيا، خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي جرت في 31 آذار/مارس الماضي، حيث تقررت إعادة الانتخابات في بلديات 4 مناطق، في 4 ولايات مختلفة، وإلغاء الوثيقة الرسمية التي تؤكد فوز المرشحين في تلك المناطق.
وقال أمس نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية"، علي إحسان ياوز، في تصريحات صحافية عقب تقدمه باعتراض إلى اللجنة العليا للانتخابات بالعاصمة أنقرة: "ثمة شبهات عالقة في الانتخابات ونحن لم نتخلص منها".
وأعرب ياوز عن استغرابه من الانخفاض الكبير لفارق الأصوات بين المرشحين المتنافسين على بلدية إسطنبول عند إعادة فرز 10 في المائة فقط من الأصوات، قائلاً "انخفض الفارق عند إعادة فرز 10%، من 29 ألف صوت إلى 13 ألف و900 صوت".
ورغم خسارة "العدالة والتنمية" لأبرز مدن تركيا، ومن بينها العاصمة السياسية أنقرة، وعدم نجاحه في إزمير معقل المعارضة، وولايات أنطاليا وأضنة وهاتاي، إلا أنه حافظ على صدارة الانتخابات في عموم تركيا بفارق كبير عن المعارضة، إذ حصل على نسبة 44.33% من إجمالي الأصوات، وباحتساب الأصوات التي حصل عليها مع حلفائه ترتفع النسبة إلى 51.6%.