هذان هما السؤالان الرئيسان في هذه الدورة، في حال استثنينا سؤال استطلاعات الرأي، التي كانت في معظمها، تشير إلى حصول رئيس الحكومة السابق آلان جوبيه على فارق كبير عن أبرز منافسيه، رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس حكومته السابق فرانسوا فيون، قبل أن يمنح آخر استطلاع للرأي تفوقاً طفيفاً لفيون.
وأشارت آخر استطلاعات للرأي، يوم الجمعة، إلى تفوق فيون بـ30 في المائة، على منافسيه اللذين حصلا على 29 في المائة لكل واحد منهما. ولعل النكسة التي ضربت استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأميركية، دفعت مرشحي اليمين والوسط في فرنسا إلى بعض التواضع، وبعض التشكيك العلني في نتائجها، ولو أن أطقمهم الانتخابية كانت تتابعها وترصد نتائجها وتقلباتها.
ولكن رغم أن استطلاعات الرأي ليست من الأدوات الحقة، إلا أن تجارب وتأثيرات وعلاقات بعض المرشحين، خاصة الثلاثي جوبيه وساركوزي وفيون، تمنحهم فرصاً أكبر من باقي المرشحين.
ويبقى الحسم بين هؤلاء الثلاثة، أو "المبارزة بين ثلاثة"، كما عنونت صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، على صفحتها الأولى، اليوم؛ مستحيلاً، وهو ما تعترف به وكالات استطلاعات الرأي في فرنسا.
ويستطيع ساركوزي أن يدعي بأن غالبية يمينية، ربما من اليمين المتطرف أيضاً، ستصوّت لصالحه، ولكن جوبيه يستطيع أن يعتمد، إضافة إلى أصوات اليمين، على معظم أصوات الوسط، ليس فقط أصوات حزب "الموديم" الذي يترأسه فرانسوا بايرو، بل وأيضاً أصوات الحزب "الديمقراطي" المستقل، وغالبية أصوات الكاثوليكيين.
كما يستطيع فيون، الذي استطاع أن يتخطى، في ظل خاطف، المرشح برونو ليمير، الذي ظلّ، لفترة في استطلاعات الرأي، الرجل الثالث، أن يعتمد على برنامجه الاقتصادي، الأكثر انضباطاً، وعلى دعم رئيس الجمهورية الفرنسي اليميني السابق، فاليري جيسكار ديستان، الذي لا يزال يملك بعض التأثير.
إذاً، لا شيء يمكن تأكيده، لا أحد يمتلك الحظ الأوفر، وكل شيء يمكن توقُّعُهُ بين هؤلاء الثلاثة، ثم إنه لا أحد يعرف كم نسبة من اليسار ومن اليمين المتطرف ستصوّت، وكم نسبة من الفرنسيين، الذين يعانون من ظروف مناخية سيئة (الأمطار والرياح)، اليوم، الذين سينتقلون إلى مراكز الاقتراع.
رغم كل شيء سيكون اقتراع اليوم، بالغ الأهمية، ليس فقط في تحديد الفائزين، بل أيضاً في تحديد من سيكون الرجل الثالث، والنسبة التي سيحصُلُ عليها، وإن كانت هذه النسبة ستسمح له بالتأثير في الاقتراع النهائي، لحسم مرشح اليمين والوسط في انتخابات 2017.
هذا كله مرتبط، أيضاً، بمدى احترام المرشحين للنتائج النهائية للتصويت، التي يريدها الناخبون واضحة، لا لبس فيها، وإلاّ فلا شيء يمنع أي خاسر، خاصة ساركوزي، جارف الطموح، كما يخشى الكثيرون، أن يترشح من خارج الحزب إذا أقُصِيَ مساء اليوم، وكانت النتائج متقاربة جداً.