وقال أحد المرضى بمستشفى حكومي داخل بغداد، إنّ "الوضع المزري داخل المستشفيات العراقية يجعل المواطن المريض غير مستعد نفسيا للإدلاء بصوته".
وبيّن لـ"العربي الجديد"، أنّ "الفرق الجوالة جاءت صباح اليوم، وكان التصويت إلكترونيا، لكنّني والكثير من المرضى امتنعنا عن الإدلاء بأصواتنا، بينما صوت مرضى آخرون".
كلّ ما تحتاج إلى معرفته عن انتخابات لبنان 2018 انقر هنا
وتابع "ما دفعنا إلى الامتناع عن التصويت الحالة المزرية داخل المستشفيات، فنحن سبق أن انتخبنا لثلاث دورات مضت، وكنا ننشد ونأمل بالتغيير، لكن ما وقع أسوأ، حال البلاد ومعها المستشفيات يرثى لها، فما الذي قدمه من انتخبناهم على مدى دورات برلمانية متعاقبة؟".
وأضاف "الأمراض تنخر أجسادنا، بينما يطالب المرشحون بأن نصوت لهم"، متسائلا "ألم ننتخب وزيرة الصحة والمسؤولين الآخرين المسيطرين على كافة مفاصل الدولة، فما الذي قدموه لهذا البلد؟ هل يرون اليوم مؤسساتهم كيف ينهشها الفساد والخراب؟ أليسوا مسؤولين عن ذلك، فكيف نعيد هذه التجربة الفاشلة من جديد؟".
وتكرر المشهد ذاته في السجون ومراكز الاحتجاز، إذ أنّ المئات من السجناء امتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم، وقد هتفوا ضد الانتخابات وما تفرزه من كتل تسيطر على الحكم وعلى ثروات البلاد.
وقال عبد الخالق المعيني، وهو أحد المراقبين الممثلين عن الكيانات السياسية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفرق الرقابية رافقت اليوم فرق مفوضية الانتخابات في جولاتها على السجون والمستشفيات"، مبينا "لقد رصدنا المئات من حالات الامتناع عن التصويت من قبل السجناء".
وأوضح أنّ "العديد من السجون ومراكز الاحتجاز، شهدت حالات امتناع عن التصويت من قبل الكثير من نزلائها، إذ هتف السجناء معبرين عن رفضهم للانتخابات وما تفرزه من حكومات تتسلط على رقاب المواطنين وتسرق أموالهم"، مبينا أنّ "السجناء كانوا متحاملين جدا على الانتخابات والمرشحين لها، معتبرين أنهم مجموعات من العصابات واللصوص يريدون السيطرة على السلطة لسرقة أموال الشعب، الذي لم تكفيهم سرقته لسنوات طويلة".
وأضاف "مع ذلك الرفض، لكن هناك أعداد من السجناء أدلوا بأصواتهم وعبروا عن اختيارهم، من دون أية ضغوط".
وتجولت الفرق الانتخابية على المستشفيات والسجون، بينما يشكك مسؤولون في إمكانية إجراء التصويت بشكل مهني ومتكامل.
وقال مسؤول في مفوضية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفرق التابعة للمفوضية مع المراقبين المكلفين بمتابعتها شرعوا صباح اليوم، بالتنقل إلى المستشفيات والسجون ومراكز الاحتجاز في عموم البلاد، لأخذ أصوات الناخبين في التصويت الخاص".
وأوضح، أنّ "الفرق تتنقل وفق خطة وضعت لذلك، وكل فرقة مسؤولة عن أصوات عدد من المستشفيات والسجون، وتنتقل إليها تباعا"، مبينا أنّ "الأجهزة الأمنية ترافق تلك الفرق وتوفر لها الحماية الكاملة لإجراء عملية التصويت".
وأشار إلى أنّ "عملية التصويت تجري حتى الآن ببطء شديد، ولا أعتقد أنه سيكون بالإمكان الوصول إلى كل تلك المراكز المحددة للفرق الجوالة"، مرجحا "ضياع الكثير من الأصوات، في ظل آلية غير محكمة، إذ أنّ بعض الفرق اعتمدت التصويت الإلكتروني، وأخرى اعتمدت التصويت اليدوي بسبب خلل فني رافق عملها، بحسب ما تقول".
وبدأ اليوم في العراق التصويت الخاص، لعناصر الأجهزة الأمنية والنزلاء والمرضى، وانتخابات الخارج، للانتخابات البرلمانية العراقية، ولا توجد إحصائية محددة لعدد الناخبين من النزلاء والمرضى.
وتتنافس في هذه الدورة البرلمانية المقرر إجراء التصويت العام فيها بعد غد السبت، 204 أحزاب، بينما يبلغ عدد التحالفات التي شكلتها تلك الأحزاب 71 تحالفا انتخابيا.