تراجعت حركة "فتح" اليوم الخميس، عن قرارها، إلزام أسرى الحركة في جميع المعتقلات الإسرائيلية بالدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام، حيث تسببت كلمة "إلزامية" و"تحت طائلة المسؤولية"، بنقاش حاد داخل اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي اجتمعت اليوم برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، واستمر الاجتماع لمدة 3 ساعات.
وعلم "العربي الجديد" أن "النقاش الحاد الذي دار بين أعضاء المركزية، يعود لصياغة دعوة أسرى (فتح) للانضمام للإضراب المفتوح عن الطعام". وكان رئيس نادي الأسير قدورة فارس قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم الخميس، أن "اللجنة المركزية قررت الإيعاز لكافة أسرى الحركة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعددهم نحو 3 آلاف أسير، بالانضمام إلى إضراب (الحرية والكرامة) فوراً وتحت طائلة المسؤولية، الذي يخوضه الأسرى منذ 25 يوماً، وفي مقدمتهم القيادي في الحركة الأسير مروان البرغوثي".
وصرح فارس: "استقبلت قراراً من اللجنة المركزية لحركة فتح ممثلة بمفوضية التعبئة والتنظيم جمال المحيسن ينص على أنه ينبغي على كل كوادر حركة فتح داخل السجون بالالتحاق بالإضراب لحسمه، على أن يستثنى من الإضراب الأسيرات والمرضى والأشبال - الأطفال".
وعقب هذا الإعلان من خلال قدورة فارس، نفت مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، ما جاء في بيان اللجنة الإعلامية للإضراب وتصريحات فارس، وتم سحب بيان اللجنة الذي يدعو أسرى فتح للإضراب بشكل إلزامي وتحت طائلة المسؤولية من على صفحة وكالة الأنباء الرسمية "وفا" بعد دقائق من نشره.
وكان نصُّ البيان كالتالي: "أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة والمنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، بأن الّلجنة المركزية لحركة فتح ومن خلال مفوضية التعبئة والتنظيم أعلنت، اليوم الخميس، عن قرارها بإصدار تعليماتها لكافّة أعضائها وكوادرها في سجون الاحتلال بالانضمام للإضراب المفتوح عن الطعام فوراً وتحت طائلة المسؤولية، ويستثنى من هذا القرار الأسرى المرضى والأسيرات والأسرى الأشبال".
ودعت مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح الأسرى إلى مساندة إضراب الأسرى للانضمام له على دفعات متوالية لتعزيز صمود الأسرى المضربين والضغط على حكومة الاحتلال لتلبية مطالبهم العادلة والإنسانية، واستثناء كل من المرضى والأشبال والنساء من الدخول في الإضراب.
ونفت مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة "فتح" في بيانٍ "كل ما ورد على المواقع الإخبارية الإلكترونية، دعوتها بإلزام جميع أسرى الحركة لخوض الإضراب"، مؤكدةً الدور القيادي والنضالي لقادة أسرى معركة "الحرية والكرامة" داخل سجون الاحتلال، وثقتها الكبيرة بما يقدمونه من تضحيات كبيرة من أجل قضية الشعب الفلسطيني العادلة.
ورغم النقاش الصاخب في اجتماع المركزية، إلا أن البيان الختامي للجنة المركزية لحركة فتح الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "وفا"، لم يتطرق لجميع ما ذُكر حول إلزام أسرى فتح بالإضراب أم لا، واكتفت بتجديد دعمها وإسنادها لهم فقط.
بدوره، قال عبد الفتاح دولة، رئيس اللجنة الإعلامية للإضراب في تصريحات لـ"العربي الجديد" "واضح أن اللجنة المركزية لا تريد أن تعطي قراراً ملزماً، لأنها عادة تعطي المساحة لحركة (فتح) داخل السجون بأخذ القرارات التي تتناسب معها، على اعتبار أن من يوجد داخل المعتقلات هم الأقدر على معرفة ظروفهم".
كما اعتبر أن "القرار الأول كان نابعاً من أن الأسير هو أكثر من يمكن أن يشكل ضغطاً على إدارة مصلحة السجون في حال انضمام أسرى (فتح) جميعاً للإضراب، لكن على ما يبدو أن اللجنة المركزية تفضل إعطاء القرار للأسرى داخل السجن حتى لا يكون ملزماً".
وأضاف "أعتقد أن هذا القرار كان يجب أن يكون ملزماً، لأننا نتحدث عن اليوم الـ 25 للإضراب، وظرف الإضراب مختلف تماماً عما اعتدنا عليه بأن يكون القرار من داخل السجون، لأن هناك خطراً حقيقياً على حياة الأسرى، وأكثر من يشكل ضغطاً على مصلحة السجون هم الأسرى أنفسهم وليس أي شيء آخر".
وأكد أن "دخول أسرى (فتح) جميعاً في الإضراب يعتبر أمراً مهماً، حتى لو اضطرت الحركة لإلزامهم هذه المرة لتكون استثناء، لكن للأسف هذا ما لم يحدث".
وعما إذا كان ما زال هناك وقت لدخول بقية أسرى "فتح" للإضراب على شكل دفعات إسنادية في اليوم 25، قال دولة "المهم أن تنضم للإضراب ولا تبقى تراقبه".
وتابع "المعتقلات التي لا توجد فيها مشاركة حقيقية من أسرى (فتح) إلا على شكل أفراد، معتقل (ريمون)، حيث لم يعلن الإضراب بشكل رسمي ويوجد فيه نحو 800 أسير من (فتح)، ومعتقل (النقب) الذي يصل عدد أسرى (فتح) فيه إلى ما يقارب 1000 أسير، وهناك قسمان في (النقب) أضربوا دون الرجوع إلى الهيئة التنظيمية للحركة في المعتقل، وإضرابهم بإرادتهم الشخصية وليس بقرار تنظيمي من الحركة داخل (النقب)".
وكان "العربي الجديد" قد أشار قبل بدء الإضراب بأيام، والذي بدأ في 17 نيسان/ ابريل الماضي، إلى أن هناك قيادات فتحاوية داخل المعتقلات ترفض الدخول بالإضراب المطلبي المفتوح عن الطعام، الذي يقوده عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وقيادات أخرى بفتح هم: ناصر عويص، وكريم يونس، ومسلمة ثابت، وعدد كبير من قيادات "فتح".
ويرفض المعتقلون المسؤولون في حركة "فتح" في سجون ريمون والنقب ومجدو الانضمام للإضراب بشكل رسمي إذ تواصلوا اليوم، مع اللجنة المركزية لحركة فتح بهذا الشأن، ليترجم ذلك التواصل بإعلان مركزية "فتح" عدم إلزام أسرى الحركة بالانخراط في الإضراب، بينما رفض العشرات من الأسرى الفتحاويين في هذه السجون القرارات التنظيمية للمسؤولين الفتحاويين الأسرى، وانضموا طواعية للإضراب بشكلٍ فردي.