مركز أبحاث إسرائيلي يحذر من تداعيات إغلاق السفارة بالقاهرة

03 يوليو 2017
السفارة خالية بعد مزاعم عن "تهديدات أمنية"(فرانس برس)
+ الخط -

حذر مركز أبحاث إسرائيلي من "التداعيات الخطيرة" لغياب السفير وطاقم السفارة الإسرائيلية في مصر عن القاهرة، ومزاولتهم العمل من مقر الخارجية الإسرائيلية في تل أبيب.

وشدد "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي على أن التواصل المباشر بين القيادتين السياسيتين في القاهرة وتل أبيب، وتدشين روابط التنسيق والتعاون المباشر بين المؤسستين العسكريتين المصرية والإسرائيلية؛ لا يمكن أن يكونا بديلين عن عودة السفارة وطاقمها للعمل بشكل فاعل في القاهرة.


وفي ورقة تقدير موقف نشرها على موقعه، اليوم الإثنين، عزا المركز "السهولة" التي اتخذ بها قرار إعادة السفير الإسرائيلي إلى تل أبيب إلى اطمئنان كل من مصر وإسرائيل لدور العلاقة "الحميمية" التي تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في تحقيق المصالح الإسرائيلية.

وأشار المركز إلى أن الاحتكاك المباشر بين قيادتي الجيشين والأجهزة الأمنية والاستخبارية، لدى الجانبين، قلص من الحاجة إلى دور السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

وشددت الورقة، التي أعدها الباحث المتخصص في الشأن المصري، عوفر فنتور، على أن وجود السفير الإسرائيلي في القاهرة مثّل أهم مظهر من مظاهر تطبيع العلاقات بين الجانبين، محذرة من أن غيابه يهدد الإطار العام للعلاقات المصرية الإسرائيلية. وشجعت على إرساء الترتيبات الأمنية التي تضمن أمن السفير وطاقم السفارة، وعدم التذرع بالحجج الأمنية لتبرير إبقائه بعيدًا عن مصر، داعية إلى التعلم من مصر التي حرصت على إبقاء سفارتها في تل أبيب تعمل بشكل طبيعي، حتى بعد إعادة السفير للقاهرة.

واستهجن معدّ الورقة أن يتم إخلاء السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتحديدًا في الوقت الذي تطورت العلاقات فيه بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون والتنسيق، لا سيما في كل ما يتعلق بالتحديات المنبعثة من سيناء وقطاع غزة.



وحسب الورقة، فإن إعادة السفير إلى تل أبيب جعلت القاهرة في حل من اتخاذ الخطوات التي تضمن أمنه وأمن طاقم السفارة، علاوة على أن هذا التطور خدم نظام الحكم في القاهرة؛ لأنه يحرم معارضي السيسي من مهاجمته بسبب أنشطة السفير الإسرائيلي هناك. واستدركت الورقة أن إعادة السفير لتل أبيب مثلت "ضربة لمكانة مصر، وشككت في قدرتها على الحفاظ على أمن السفارات، وضمان سلامة أعضاء البعثات الأجنبية على أرضها".

وأشارت الورقة إلى أن أنشطة السفير الحالي في القاهرة، دافيد غوبرين، أثارت حفيظة النخب المصرية، مشيرة إلى أن الكثير من المقالات انتقدت توجهه للاسكندرية وتعهده بإعادة بناء الكنيس اليهودي في المدينة، إلى جانب عقده سلسلة لقاءات مع رجال الأعمال المصريين، وحضوره إحدى المسرحيات التي عرضها المسرح القومي المصري.

وأوضحت الورقة أن هناك خيبة أمل كبيرة داخل الأوساط المصرية المؤيدة لنظام الحكم من سلوك نتنياهو، الذي أحرج السيسي من خلال رفضه المقترحات المصرية لتسوية الصراع مع الفلسطينيين، والتي قدمت خلال اللقاءات السرية بين الاثنين في القاهرة والعقبة، وكشف النقاب عنها مؤخرًا.

وطالبت الورقة حكومة نتنياهو بإيجاد الصيغة التي تضمن تحقيق أمن السفارة وعودتها للعمل، على اعتبار أن بقاء السفارة الإسرائيلية في قلب عاصمة أكبر دولة عربية يعد مصلحة استراتيجية من الطراز الأول لإسرائيل. 

ورصدت الورقة الأدوار "الحيوية"، التي يمكن أن يقوم بها السفير الإسرائيلي في القاهرة، وتتضمن: التوصل لاتفاقيات حول التعاون في مجالات غير أمنية، وعلى رأسها التعاون في مجالات: الطاقة، الماء، الزراعة، السياحة، والتجارة. وحسب الورقة، فإن السفارة في القاهرة بإمكانها لعب دور مهم في كل ما يتعلق بالاستفادة من الدور المصري في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأكدت الورقة أن وجود السفارة في القاهرة مهم من أجل بناء علاقات مع المجتمع المدني المصري والجماعات المؤثرة فيه. وأوضحت الورقة أنه بإمكان تل أبيب توظيف سفارتها في القاهرة في نقل رسائل للرأي العام المصري، والعمل على تحسين صورة إسرائيل لدى المصريين. وخلص الباحث إلى أن عودة السفارة الإسرائيلية للعمل بكامل طاقتها في القاهرة مهم جدًّا "لتمكين إسرائيل من الحصول على تقديرات حول تأثير الأوضاع الاقتصادية والأمنية في القاهرة، وتأثيرها على استقرار نظام الحكم.