اعتبرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنيةُ بشؤون العنف الجنسي في حالات النزاع براميلا باتن، أن إنهاء العنف الجنسي في جنوب السودان أمر حاسم لبناء سلام دائم. وطالبت قادة الأطراف المتحاربة باتخاذ خطوات عاجلة لمنع العنف ضد النساء والأطفال ومحاسبة الجناة.
وقالت براميلا باتن، في تصريحات صحافية أمس الاثنين، تلت زيارة استمرت أسبوعا إلى جنوب السودان: "من الواضح أن الاغتصاب، وغيره من أشكال العنف الجنسي، سمة ثابتة ومنتظمة للنزاع، استخدم وسيلة من وسائل الحرب لتشريد السكان المحليين وغرس الخوف داخل مجموعة عرقية معينة"، مشيرة إلى معاناة آلاف النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد من الاغتصاب وسوء المعاملة خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عام 2013.
وشددت باتن على ضرورة إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب، وأضافت "أعتقد أننا الآن في مرحلة أصبح فيها الاغتصاب أمرا غير مكلف، إذ يمكن اغتصاب طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، أو امرأة بغض النظر عن عمرها، بدون عواقب. ونتيجة لذلك، تفاقم العنف الجنسي، بسبب هذه الثقافة العميقة للإفلات من العقاب. وبالتالي من المهم للغاية التصدي للإفلات من العقاب وإنهاء هذه الثقافة".
وأشادت باتن باعتراف الحكومة بانتشار العنف الجنسي على نحو واسع في جميع أنحاء البلاد، مصحوب بغياب المساءلة وخوف النساء الشديد من الإبلاغ عن الجرائم المرتكبة ضدهن.
وقالت: "نحن نتعامل مع جريمة لا يتم الإبلاغ عنها لأسباب عدة منها وصمة العار، وعدم الوصول إلى العدالة. وفي الوقت الذي يكون فيه الجنود الذين يرتدون الزي العسكري هم أنفسهم المسؤولون عن ارتكاب هذه الجرائم، يصبح السؤال هو أين وإلى من تتوجه هؤلاء النسوة للإبلاغ عن الجرائم المرتكبة بحقهن".
وأشارت باتن إلى الحاجة الملحة لتوفير المساعدة القانونية، بما في ذلك تعريف الاغتصاب والعنف الجنسي بما يتماشى مع التشريعات الدولية، وتعزيز سيادة القانون. وكررت التأكيد على أن إنهاء العنف الجنسي في جنوب السودان أمر حاسم لبناء سلام دائم.