مسؤول أممي يدعو إلى تسهيل التنقل الشرعي للاجئين

01 يونيو 2016
قدّم مقترحات لوقف تدفق المهاجرين (Getty)
+ الخط -


دعا مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان والهجرة، فرنسوا كريبو، اليوم الأربعاء، أوروبا إلى تنظيم التنقل الشرعي للاجئين واستقبال طالبي اللجوء منهم، بدلاً من محاولة وقف تدفق المهاجرين.

وقال كريبو إنّ "أزمة اللاجئين في أوروبا لا تتعلق بقدرات الاستقبال بل هي أزمة قيادة سياسية، فهناك أعداد ضخمة من المهاجرين لا يتم إشراكهم في النقاشات السياسية، لا يصوتون ولا يشاركون في النقاشات العامة، وبالتالي لا يمكنهم التصدي للصور النمطية".

وأضاف المقرر الأممي "لا يناضل المهاجرون لكي يثبتوا أنهم لا يتسببون في ارتفاع البطالة أو لا ينقلون الأمراض ولا يرفعون نسبة الإجرام. كل هذه الأفكار لا تزال تهيمن على النقاش العام بما أنه ليس هناك من ينقضها".

وحسب كريبو، فإن "السياسيين من الوسط واليمين واليسار فشلوا في إيجاد خطاب مؤيد للهجرة والتنوع، لأن كافة مستشاريهم الاستراتيجيين يقولون لهم: إذا قلتم ذلك سنخسر. ووظيفتهم هي الفوز في الانتخابات. لا يمكن للسياسيين تبني خطاب يناقض أفكار القوميين الشعبويين".

وأكد أن ما فعلته كندا من أجل 35 ألف لاجئ سوري خلال خمس سنوات، فإن أوروبا قادرة على فعله من أجل 500 ألف لاجئ كل سنة، لافتا إلى الحاجة الماسّة "لإرادة سياسية وتعاون أوروبي لا نرى منهما إلا القليل".


وشدد المتحدث على ضرورة استبدال منع التنقل بإدارة التنقل، فقد أثبتت السنوات الأخيرة عدم جاهزية البلاد لهذا التنقل، يقول: "ثلاثة قرون من القومية السياسية جعلتنا نعتقد أن السيادة يجب أن تترجم بوقف حركات الهجرة. وأثبت فصلا الصيف الأخيران في أوروبا عدم جدوى وكلفة هذا الاقتراح من الناحيتين البشرية والمالية".

وقللّ الخبير الأممي من نتائج الاستراتيجية الأوروبية لوقف الهجرة وفرض رقابة خارجية عليها، قائلا "على المدى البعيد لن تأتي هذه الاستراتيجية إلا بنتائج محدودة، وستكون مكلفة جدا إنسانيا وماديا وسياسيا. والتطبيق الصعب للاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في 18 مارس/ آذار الماضي واستئناف حوادث الغرق المأساوية قبالة سواحل ليبيا يثبتان ذلك".

ودعا في هذا الصدد إلى تشجيع المهاجرين على تقديم طلبات لدى السلطات لتسهيل التنقل الشرعي، واقترح أن تستقبل أوروبا سنوياً نصف مليون لاجئ يتم اختيارهم مباشرة في البلد الذي يمرون فيه ويصلون إلى أوروبا جوّاً حاملين أوراقاً وفقاً لبرنامج منظم للنقل والاستقبال في أجواء هادئة ومحترمة.

وقال "إذا قامت كل دولة بواجب الاختيار في دول الترانزيت، فإن عدد المهاجرين السنوي لكل بلد سيكون محدودا، ويمكن أن تستقبل ألمانيا 80 ألف لاجئ سنوياً وكل من فرنسا وبريطانيا 60 ألفا وإسبانيا 40 ألفا وسويسرا سبعة آلاف، وعلى 6 سنوات سيسمح ذلك باستقبال ثلاثة ملايين شخص"، مشيرا إلى أن تركيا تستقبل ثلاثة ملايين لاجئ ولبنان مليون لاجئ والأردن 600 ألف.

وأضاف أنه عبر تشجيع التنقل الشرعي يمكن قطع الطريق على المهربين، وفي حال تم إيجاد حل التنقل الشرعي والأمني بكلفة أقل في المستقبل لن ينفق العديد من المهاجرين 10 آلاف يورو للرحلة البحرية ولن يجازفوا بحياتهم وحياة أولادهم"، يوضح المتحدث.