أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، أن 136 مليون شخص (2 في المائة من سكان العالم) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وأن الأمم المتحدة تغطي الأزمات في نحو 35 بلدا، موضحاً أن بين المنكوبين "32 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، بينهم 4 ملايين يقفون على حافة المجاعة".
وقال لوكوك، في محاضرة بمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في "معهد الدوحة للدراسات"، اليوم الإثنين، إن "مواجهة الأزمة الإنسانية في اليمن تستدعي وقف العمليات العسكرية التي تسببت في قتل المواطنين، وحجّمت القدرة على الوصول إلى موانئ البحر الأحمر، كميناء الحديدة، لإيصال المواد الغذائية"، لافتا إلى التعهد السعودي والإماراتي بتقديم مليار دولار، هذا الشهر، كمساعدات لليمن، مما سيمكن الأمم المتحدة، في حال إيفاء البلدين بتعهداتهما، من توفير الغذاء لملايين اليمنيين.
وأكد لوكوك وجود تحسّن في حدة أزمة الجفاف في إثيوبيا، لكن الأزمة ما زالت قائمة، كما تراجعت مناشدات الأمم المتحدة بشأن العراق لجمع المساعدات المالية، بعد أن تحسنت الحالة الأمنية هناك، في إشارة إلى مؤتمر المانحين الذي عُقد في الكويت، الشهر الماضي، والذي أفضى إلى تعهدات مالية تسمح بالبدء في عملية إعادة الإعمار.
وكشف المسؤول الأممي عن دخول قافلة مساعدات، اليوم الإثنين، إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، مشيرا إلى أن القافلة تم التفاوض مع الحكومة السورية على دخولها، بعد أن كانت ترفض في السابق تسيير قوافل المساعدات.
"لدينا زملاء شجعان يقودون حافلة من المساعدات إلى الغوطة لإغاثة آلاف المحاصرين، والأمم المتحدة تتابع عن كثب وصول القافلة إلى المناطق المحاصرة، وبانتظار ما سيحدث مع القافلة اليوم، والقوافل الأخرى في الأيام المقبلة".
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية "أوتشا"، الإثنين، دخول فرق أممية وأخرى تابعة للهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، محملة بمواد إغاثية وغذائية وصحية للأهالي المحاصرين هناك، والذين يتعرضون لقصف متواصل، رغم قرار مجلس الأمن بفرض هدنة.وأوضحت أن المساعدات التي دخلت اليوم، تكفي نحو 27500 شخص، وأن "كثيراً من المواد الصحية المنقذة للحياة لم يسمح بتحميلها ضمن قافلة المساعدات"، من دون أن تكشف عن الجهة التي منعت ذلك.
ولفت لوكوك إلى أن "13 مليون شخص في سورية، بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية بسبب الحرب"، قائلا إن "مساعدات الأمم المتحدة كانت تصل إلى نحو مليون وسبعمائة ألف شخص، وأنه لولا مساعدات الأمم المتحدة لكانت معاناة الناس هناك أسوأ، كنا نقدم مساعدات لنحو 165 ألف شخص كل شهر عام 2017، وهم جزء يسير من المواطنين السوريين الذين يحتاجون إلى المساعدات. لكن في عام 2018، قدرتنا على الوصول إلى هؤلاء الناس انهارت، بعد أن رفضت الحكومة السورية تسيير حافلاتنا".
وأكد لوكوك، أن "الوصول إلى الأماكن المحاصرة ومساعدة الناس واجب تقوم به فرق الأمم المتحدة، ومنع هذه القوافل من الوصول إلى المحتاجين يرقى إلى مستوى الجريمة".
وكانت قافلة مساعدات إنسانية دخلت، أمس الأحد، قرية الدار الكبيرة في حمص، بالتعاون بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، محملة بمواد إغاثة تكفي أكثر من 33500 شخص.Twitter Post
|