وقال المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، لؤي شبانة، لـ"العربي الجديد"، إن العالم العربي الذي يشكل سكانه 5.5 في المائة من سكان العالم، يضم أكبر نسبة من اللاجئين والنازحين بسبب الصراعات، "تبلغ نسبة اللاجئين من العالم العربي 58 في المائة، من أصل 65 مليون لاجئ، فيما يبلغ تعداد العرب النازحين في أوطانهم 46 في المائة".
ويرى شبانة أن التحديات التي تواجه الدول العربية تتمثل في البطالة وغياب الحقوق الفردية، وغياب الكرامة والعدالة، وشيوع انعدام المساواة الاجتماعية، مما تسبب في اندلاع ثورات الربيع العربي، وما زالت هذه التحديات، إضافة إلى تطوير التعليم، قائمة بلا حل.
ويسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الأسرة باعتبارها مكونًا أساسيًا في تشكيل المجتمع، مع التركيز على الاتجاهات الإقليمية، ومكامن القوة والقدرة على البقاء في مواجهة التحديات، وتعزيز رفاهية الأسر وحماية أفرادها في ظل الصراعات والحروب المشتعلة في أكثر من بلد عربي.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر، عرض أوراق عمل ناقشت تأثير هذه الصراعات على تكوين وتفكك الأسر العربية، وخطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبنية السكانية للدول من حيث الخصوبة ومعدلات الوفاة والهجرة، إضافة إلى عرض التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجه الأسرة العربية، ودور سياسات الدول في تكوين الأسرة واستقرارها، بما في ذلك الآثار الناجمة عن غياب مثل هذه السياسات.
ودعا المشاركون إلى تعزيز منظومة القيم لدى الأسر العربية ومواجهة العنف داخل الأسرة، في الوطن والمهجر، إضافة إلى تعزيز التبادل العربي في مجالات التنمية والتعليم والصحة.
ويناقش المؤتمر قضايا الزواج والطلاق في العالم العربي، ومنها زواج المسيار، والعرفي، والمتعة، والمختلط، والقاصرات، والزواج الذي لا يتقاسم فيه الزوجان سكنًا واحدًا، كما يناقش أسباب الانفصال والطلاق، والنتائج المترتبة عليهما.
ويتضمن اليوم الثاني من المؤتمر جلسة حول دور المنظمات غير الحكومية في تقديم الدعم الإنساني لسكان المناطق المتأثرة بالحروب والصراعات، ويتعرف المشاركون إلى أثر تغير طبيعة الصراع والعون الإنساني في دور المنظمات غير الحكومية، وتحولها من دورها التقليدي في تخفيف تبعات الصراع إلى تعزيز سبل الوقاية من الصراعات والإسهام في بناء السلام.