أكد مسؤول حكومي بإقليم كردستان العراق تقديم الدعم لنحو 4900 عائلة نازحة من غير الأكراد، للعودة إلى منطقة شمال العاصمة بغداد، بعد أشهر على تحريرها من قبضة تنظيم "داعش"، متهماً الحكومة الاتحادية العراقية بعرقلة حصول النازحين على المساعدات.
وكذّب مساعد مسؤول العلاقات الخارجية لإقليم كردستان، ديندار الزيباري، في بيان اليوم الأحد، التقارير التي تصدر عن منظمات دولية تتهم فها قوات البشمركة بعرقلة عودة أهالي المناطق التي تقوم بتحريرها من سيطرة "داعش"، وقال "نؤكد حق الجميع بالعودة لمناطقهم الأصلية".
وأوضح الزيباري أن حكومة إقليم كردستان "قدمت المساعدة بشكل مستمر للعوائل العربية للعودة إلى مناطقهم المحررة، فبعد أشهر من تحرير ناحية جلولاء (153 كم شمال بغداد) تم دعم عودة نحو 4900 عائلة من أهالي الناحية للسكن في أربعة من أحيائها وهي الطليعة، والعروبة، والشهداء، والجماهير، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي".
وتعد ناحية جلولاء من المناطق المختلطة سكانياً، والتي يقطنها قرابة 80 ألفاً بينهم أكراد وعرب. ويشير البيان إلى أن جلولاء سقطت بيد مسلحي "داعش" عام 2014، وبعد مواجهات دامت أسابيع مع قوات البشمركة تم طرد المسلحين منها، لكنها بسبب حجم الدمار فيها وكثافة الألغام الأرضية لم يتمكن أهاليها النازحون من العودة إليها سوى بعد أشهر من استعادتها.
وأضاف ديندار الزيباري، أن حكومة إقليم كردستان تساعد الأهالي للعودة إلى جلولاء، لكن وجود الألغام والعبوات الناسفة في المنطقة، يجعل بقية السكان مترددين في العودة.
وأعطى الزيباري أمثلة على مناطق أخرى، قال إن البشمركة ساعدوا أهاليها بالعودة إليها مثل "ناحية السعدية، والعظيم، وقضاء المقدادية"، وجميعها تابعة لمحافظة ديالى شمال العاصمة العراقية.
ولفت إلى عدم معارضة قوات البشمركة التابعة عودة العوائل من أي انتماء كان، مشيراً إلى إيواء النازحين في المخيمات المنتشرة بمناطق مختلفة في الإقليم، وبينهم عراقيون من مختلف الطوائف والمذاهب، ومكونات أخرى من الشبك والكاكائية والأيزيديين.
واعتبر أن موقف القوات الكردية، في هذا السياق، يختلف عن مواقف عناصر من المليشيات المنضوية في الحشد الشعبي، الذين يتهمون بالتعرض للنازحين إذا ما ثبت كونهم من السُنة، والعبث بممتلكاتهم. ووثقت تقارير منظمات دولية انتهاكات واسعة من قبل تلك المليشيات في الفلوجة، والعديد من المناطق التي تمت استعادتها من "داعش".
واختتم مساعد مسؤول العلاقات الخارجية لإقليم كردستان العراق: "احتضنت حكومة الإقليم النازحين العرب، ولم تُقصر أبداً معهم بشهادات النازحين أنفسهم، ولا يمكن مقارنة ذلك بالموقف السلبي للحكومة العراقية الاتحادية التي اختلقت العراقيل لحكومة إقليم كردستان في إيواء ومساعدة النازحين، حتى أن بغداد كانت هي التي تمنع وصول المساعدات الدولية المقدمة للنازحين في كردستان".
وبحسب إحصائيات حكومة إقليم كردستان، هناك نحو مليوني نازح عراقي ولاجئ سوري يقيمون في الإقليم بسبب الحرب في العراق وسورية. ويقيم قسم كبير منهم في المخيمات، ونسبة منهم يعيشون في منازل مستأجرة خارج المخيمات.
وسبّب العدد الكبير من النازحين واللاجئين عبئاً إضافياً على ميزانية الإقليم، الذي يعاني عجزاً شديداً، بسبب تراجع أسعار النفط الخام، الذي تشكل إيراداته أساس الميزانية.