كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه في الأسابيع القليلة الماضية، تمكن من الوصول إلى مناطق كثيرة في سوريا، لم يكن من الممكن الوصول إليها طوال أشهر عدة مضت، مشيرا إلى أنه مع دخول الأزمة عامها الرابع، لا تزال التحديات كبيرة لإيصال الغذاء لمن هم بحاجة ماسة إليه.
وقال البرنامج الأممي في بيان وصل "العربي الجديد" إنه في خلال الأيام القليلة الماضية، وصلت مساعدات برنامج الأغذية العالمي إلى منطقة الحولة في ريف حمص للمرة الأولى منذ مايو/أيار 2013، حيث تم توزيع المواد الغذائية على عشرين ألف شخص. وللمرة الأولى منذ ستة أشهر، وصلت شاحنات تحمل حصصاً غذائية تكفي لعشرين ألف شخص إلى محافظة الرقة.
وسمح وقف إطلاق النار، الذي يتم التفاوض عليه محليا، للقوافل ببلوغ مناطق ريف دمشق وريف درعا، كما قامت خمس شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بتسليم مواد غذائية إلى أكثر من 17 ألف شخص في مخيمات النازحين شمال إدلب، ومن بينها مخيمات لم يسبق الوصول إليها من قبل البرنامج منذ بدء الصراع في عام 2011.
وأثر تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا سلبا على مناطق أخرى مثل مناطق شمال شرق محافظة دير الزور، فبالرغم من أن القافلة المشتركة بين الوكالات قامت بتسليم المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى إلى 27 ألف شخص هناك الشهر الماضي، فإن التدهور الأمني المفاجئ على الطرق المؤدية إلى دير الزور قد منع إرسال المزيد من الغذاء في شهر مارس/آذار الجاري.
وقال أمير عبد الله، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير إدارة العمليات، من جنيف: "توفر القوافل التي تصل مرة واحدة فقط إلى المناطق المحاصرة إغاثة مؤقتة، فيما يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى الوصول المستدام للناس لتقديم المساعدات وإنقاذ حياتهم، وكذلك لتقييم حجم الاحتياجات".
وفي فبراير/شباط الماضي، ساعد البرنامج 3.7 مليون شخص في سورية وأكثر من 1.5 مليون لاجئ في البلدان المجاورة. ويهدف البرنامج إلى الوصول إلى 4.25 مليون نسمة داخل سورية كل شهر، ولكن انعدام الأمن يتسبب في ترك نصف مليون شخص دون مساعدات غذائية.
وأضاف عبد الله: "يعتمد برنامج الأغذية العالمي كليا على التبرعات الطوعية، ويشكل التمويل تحديا إضافيا". وقال مهند هادي، المنسق الإقليمي ببرنامج الأغذية العالمي للأزمة السورية في عمان: "سيكون مأساويا أن ننجح في تأمين الوصول لمناطق أكثر في سوريا، لنجد أنه ليس لدينا الأموال اللازمة لمساعدة الجياع ممن ظلوا لفترة طويلة تحت الحصار. نأمل بالتأكيد أن تزيد الجهات المانحة من مساهماتها وأن تصلنا مساهمات من مانحين جدد".
وكان عدم وصول التمويل اللازم في الوقت المناسب قد أجبر برنامج الأغذية العالمي إلى الحد من حجم المساعدات الغذائية هذا الشهر للأسر الأكثر تعرضا للخطر داخل سوريا بنسبة 20 في المئة ونتيجة لذلك، باتت الأسر تحصل على كميات من العناصر الغذائية أقل مما تحتاج إليه للبقاء بصحة جيدة.
وكان برنامج الأغذية العالمي ناشد الدول المانحة خلال العام الجاري تقديم ملياري دولار لإطعام نحو 7 ملايين سوري نزحوا داخل بلدهم أو فروا إلى البلدان المجاورة، ولا يزال البرنامج يحتاج إلى 309 ملايين دولار لتغطية الاحتياجات الغذائية للسوريين الأكثر حاجة حتى نهاية مايو/أيار.
ويؤثر التأخير في وصول التمويل على العمليات، إذ يستغرق وصول الغذاء إلى سورية قرابة 3 أشهر من اللحظة التي يقوم فيها برنامج الأغذية العالمي بشرائه إلى حين وصوله وإرساله للتوزيع.
ويعتمد أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري على القسائم الغذائية التي يوزعها البرنامج. وفي عام 2013، ضخ برنامج الأغذية العالمي من خلال برنامج القسائم أكثر من 400 مليون دولار في الاقتصاد المحلي للبلدان المجاورة. ويخطط البرنامج لتوسيع المساعدات عبر القسائم لتصل إلى أكثر من 2.9 مليون لاجئ سوري هذا العام.