أوضح أحد أطباء الطوارئ الفرنسيين أنّ أغلب المصابين الذين وصلوا من مسرح باتاكلان في باريس، كانوا مصابة بطلقات نارية في الأرداف والأقدام، لأن العناصر الإرهابية التي احتجزتهم، أطلقت عليهم النار وهم ممددون أرضاً.
اقتربت صحيفة "لوبوان" الفرنسية من ساحة الأحداث على طريقتها، ودخلت أحد المستشفيات الكبرى في باريس لتنقل واقعاً مختلفاً، لم يسبق للطواقم الطبية أن عاشت مثيلاً له، والذي وصفه أحد أطباء الطوارئ بأنه "كارثي".
ويقول الطبيب، الذي رفض ذكر اسمه، إن عدد القتلى الكبير الذي وصل إلى المستشفى كان كبيراً، وعدد الإصابات التي توافد وصولها إلى قسم الطوارئ تلك الليلة والذي زاد عن المئة إصابة، جعلنا نظن لوهلة بأن انفجار قنبلة قذرة قد أدى إلى هذا الكم من القتلى والجرحى، وفي اللحظات الأولى فكرنا بالمخاطر الإشعاعية.
اقرأ أيضاً: أطفال باريس خائفون بعد التفجيرات الدموية في فرنسا
أعلن المستشفى حال الطوارئ، وتم استدعاء كل الطواقم الطبية للحضور إلى المستشفى فوراً، مع التركيز على عدم استخدامهم لوسائل النقل العام، والتي يفترض تجنبها في مثل تلك الحالات.
ويتابع الطبيب "في حالات الطوارئ القصوى، ومع العدد الكبير من الضحايا، نعمد في البداية إلى تقسيم الحالات وفقاً لدرجات الإصابة، من الأكثر خطورة وصولاً إلى الإصابات الطفيفة، تلك الإصابات كنا نحولها إلى مستشفى أوتيل ديو".
ويشير إلى أن العمل على فرز الإصابات ترافق مع تأمين حضانات للأطفال الذين وصلوا مع ذويهم من المصابين، وكذلك تم تجهيز مخزونات الأدوية، كما جرى العمل على إخلاء أسرّة قسم الطوارئ والعناية المركزة، و"ألغيت جلسات العلاج الكيماوي، وصارت كل مواردنا في خدمة المصابين الذين وصلوا واستمر وصولهم".
ويقول: "بالنسبة للإصابات التي وصلت إلى المستشفى ليل التفجيرات كان هناك 80 إصابة غير بليغة، و14 إصابة تتطلب إسعافاً سريعاً، و6 حالات خطيرة".
اقرأ أيضاً: اعتداء وتهديد مساجد في كندا وأميركا بعد تفجيرات باريس
ويشير الطبيب الفرنسي إلى أن "الإصابات التي قدمت من مسرح باتاكلان كانت حالاتها أشد خطورة لأنهم ظلوا رهائن مع الإرهابيين لنحو ثلاث ساعات"، لافتاً إلى "أننا كأطباء ومعالجين لم نفهم في البداية لماذا كانت الإصابات بالطلقات النارية متركزة لدى المصابين في منطقتي الأرداف والأقدام، وليس في الصدر والجزء العلوي من الجسم".
و"لكن بعد الحديث مع المصابين وسماع شهاداتهم، علمنا أن العناصر الإرهابية التي احتجزتهم طلبت من الرهائن التمدد على الأرض، وأحياناً الواحد فوق الآخر، وأطلقوا النار عليهم وهم ممددون، تعاملوا معهم كأنهم حيوانات".
ويخبر الطبيب عن أحد المصابين بركبته، الذي كان قلقاً على مصير صديقته وقال له: أظن أنها ماتت، كنت ممسكاً بيدها طوال الوقت، ولكن عندما أطلقونا طلبوا منا أن نضع أيدينا فوق رؤوسنا، تركت يدها، ولم أرها بعد ذلك".
يقول الطبيب عن المصاب "كان مذعوراً وخائفاً ولم أدر إن كان الأولى أن أعالجه أولاً أم أجعله يتكلم وأستمع إليه؟".
كانت ليلة تعبئة استثنائية، قليلاً ما تحصل في باريس، وانتهى عمل قسم الطوارئ في المستشفى، بعد 22 ساعة من العمل المتواصل، بعد أن تمت إحالة كل إصابة إلى القسم المختص لعلاجها.
اقرا أيضاً: بعد تفجيرات باريس...إسلاموفوبيا في نيويورك