عرفت المعارضة السورية المسلّحة التي تشكّلت بعيد اندلاع الثورة السورية في منتصف شهر آذار/مارس 2011، سلسلة اغتيالات نفّذتها جهات مختلفة، طاولت قياديين عسكريين وسياسيين في مناطق متفرقة من البلاد.
واستهدفت آخر هذه الاغتيالات اليوم الثلاثاء، أبو راتب الحمصي، عضو مجلس شورى حركة "أحرار الشام الإسلامية" وأميرها في حمص، إذ أطلق مجهولون الرصاص عليه في قرية الفرحانية شمال المحافظة، بعد أيام من إطلاقه مبادرة لتوحيد الفصائل المقاتلة ضد النظام في الريف الشماليّ تحت اسم واحد.
وخسر الشمال السوريّ خلال السنوات الخمس الفائتة عدداً كبيراً من قيادييه، كان أبرزهم العقيد يوسف الجادر أبو فرات الذي اغتيل شمال حلب في أواخر عام 2012 أثناء مواجهته فلول النظام السوري في مدرسة المشاة العسكرية، والتي قضى فيها أواخر عام 2013، القائد العسكري للواء التوحيد عبد القادر الصالح.
الأخير قُتل بغارة جوية استهدفت اجتماعاً له مع قادة لوائه هناك، قبل أن تجري عملية اغتيال جماعية لقادة الصف الأول لحركة "أحرار الشام الإسلامية" في بداية سبتمبر/ أيلول عام 2014، كان من أهم ضحاياها قائد الحركة حسان عبود (أبو عبدالله الحموي)، إلى جانب أكثر من 40 آخرين من قادتها، أثناء عقدهم لاجتماع في أحد مقرّاتها، إذ انفجرت عبوة ناسفة تحتوي على غاز سام، أدت إلى مقتل جميع من كان في قاعة الاجتماعات.
وفي الإطار نفسه، قتل القيادي في حركة "أحرار الشام الإسلامية" وقائد لواء "عمر الفاروق"، يوسف الجنيد، الملقب (أبو الفاروق)، إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة على الأوتوستراد الدوليّ شمال مدينة سراقب بريف إدلب.
وعلى خلفية الخروقات الكبيرة التي شهدها الشمال السوريّ، أكّد ناشطون نقلاً عن مصدر في جيش الفتح، أكبر التحالفات العسكرية في البلاد، أنّ "اللجنة الأمنية في جيش الفتح، ألقت القبض أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت على الخلية المسؤولة عن معظم حوادث الاغتيال التي جرت مؤخراً في الشمال السوري، والتي طاولت قادة وشرعيين في فصائل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام".
وأوضحوا أن "الخلية التي تضم 11 شخصاً، بينهم أربعة عناصر يتبعون لفصيل جند الأقصى، أحدهم ابن شقيقة قيادي بارز في اللجنة الأمنية لجيش الفتح، مرتبطة بتنظيم الدولة"، فيما لم يؤكد جيش الفتح هذه الأنباء أو ينفيها.
كذلك، كان لغوطة دمشق الشرقيّة حصة من مسلسل الاغتيالات، إذ فقدت في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت قائد "جيش الإسلام" زهران علوش الذي قضى بغارة نفذها الطيران الروسي واستهدفت مقرّ اجتماعه مع بعض قادة جيشه في بلدة أوتايا بالقرب من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق.
اقرأ أيضاً: أبرز القادة العسكريين للثورة السورية الذين غُيّبوا بالتصفية
وفي جنوب العاصمة أيضاً، اغتيل رئيس مركز الشكاوى وأحد قياديي تنظيم جبهة "النصرة" في مخيم اليرموك والملقب (أبو عدي عمورة) في الواحد والعشرين من شهر كانون الثاني/ديسمبر الماضي، جراء استهدافه بعبوة ناسفة قرب مركز الشكاوى في المخيم، كما اغتيل أحد قياديي جبهة النصرة الملّقب (أبو يوسف الحوراني) في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عبر استهداف سيارته بعبوة ناسفة، قرب فرن حمدان في اليرموك أيضاً.
وكان اليرموك قد شهد خلال العامين الأخيرين سلسلة اغتيالات رجّح ناشطون ومحللون تورط تنظيم "الدولة" في غالبيتها، إذ يتمركز عناصره بشكل أساسي داخل حيّ الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك.
أمّا في درعا، جنوب البلاد، فاغتال مجهولون منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت، الشيخ أسامة اليتيم، رئيس محكمة دار العدل في حوران وأحد أبرز الشخصيات القضائية ضمن مناطق سيطرة المعارضة في درعا، إلى جانب أربعة أشخاص آخرين بينهم شقيقاه، إثر استهداف سيارتهم بالرصاص على الطريق الحربي الواصل بين درعا وبلدة صيدا.
وكان إبراهيم مسالمة، قائد كتيبة "شهداء العمري" العاملة في درعا، قد قتل في العاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نتيجة تعرّضه لإطلاق رصاص طاول أيضاً قائد لواء التوحيد خالد أبازيد، في منطقة درعا البلد، بعد نحو أسبوع على مقتل القيادي في فرقة "شباب السنة" زهير الزعبي، الملقب (أبو فراس)، على خلفية استهداف سيارته بعبوة ناسفة في بلدة الجيزة بريف درعا الشرقيّ، في وقت تعرّض فيه كل من (أبو رامي عون) القيادي في جبهة النصرة و(فيصل الفاضل) قائد فصيل درع الجنوب، لمحاولات اغتيال في ريف المحافظة.
اقرأ أيضاً: من هو القائد الجديد لـ"جيش الإسلام"؟