يحرصُ المسلمون في بريطانيا على إحياء شهر رمضان. يصرون على "قهر" الغربة من خلال استعادة بعض تقاليد بلدانهم في هذا الشهر. لا ينسون تزيين أحيائهم بالفوانيس. حتى أن العائلات بدأت في توجيه الدعوات إلى بعضها بعضاً لتناول الإفطار معاً، وخصوصاً في الأيام الأولى.
تقول جميلة، وهي مغربية تقيم في لندن منذ سنوات، إنها "تبدأ بالتحضير لهذا الشهر قبل أسابيع من قدومه"، لافتة إلى أن "مائدة الإفطار المغربية تتميز بالحلويات والفطائر. لذلك أُعدّ بعض الأصناف وأضعها في الثلاجة". وتضيف أنها "تحرص على دعوة أصدقائها وعائلتها لمشاركتها الإفطار طيلة الشهر".
أما عمران، وهو أردني، فيلفت إلى أن "رمضان في بريطانيا مختلف عن البلاد العربية". مع ذلك، يسعى وأصدقاؤه إلى "نقل بعض طقوسه، على غرار تناول الإفطار معاً في المقاهي العربية".
في المقابل، تشير زينة إلى أن "الصيام أمر مستحيل بالنسبة لها، وخصوصاً أن المدة طويلة، وتتجاوز الـ 19 ساعة".
بقي القليل على بدء رمضان. ولم يعد أمام الناس وقت كثير للاستعداد، ما يفسر ازدحام المتاجر، وخصوصاً العربية لتأمين احتياجات الشهر. ويقول أحد أصحاب المحال التجارية إن "مبيعات المواد الغذائية خلال رمضان تعادل ثلث حجم تلك السنوية".
كذلك الأمر بالنسبة للمراكز الإسلامية والمساجد التي أعدت خطة مسبقة تتضمن برامج دينية وثقافية وترفيهية لتنفيذها خلال هذا الشهر. وتجدر الإشارة إلى أنه في ما يتعلق بموعد بدء شهر رمضان، ينقسم المسلمون. إذ يفضل بعضهم اتباع بلادهم الأم، بينما ينتظر آخرون إعلان المجلس العلمي الأوروبي للإفتاء رؤية الهلال.
راديو رمضان
ومن خلال "راديو رمضان"، يعمل الشباب في المدن الكبرى على برامج خاصة رمضانية باللغات الإنجليزية والعربية والأردية والبنجابية. أما بعض وسائل الإعلام البريطانية، فتعلن مواعيد بدء الصيام، وتكرس مواد صحافية خاصة بهذا الشهر.
وعام 2006، استجابت الملكة إليزابيث الثانية لمطلب الموظفين المسلمين بقلعة "ويندسور" بتخصيص غرفة كمسجد خلال شهر رمضان. وأعلن متحدث رسمي باسم العائلة المالكة آنذاك أن "الغرفة خصصت للصلاة خلال رمضان فقط"، مضيفاً "كان لدينا من قبْل عمال مسلمون نمنحهم الوقت للصلاة. لكننا اتخذنا قراراً بتخصيص غرفة لهم لأداء الصلوات خلال هذا الشهر".
ولتزامن شهر رمضان مع فترة امتحانات "جي سي إس إي" (الشهادة الثانوية)، عقدت رابطة المعلمين بالتعاون مع المجلس المشترك للمؤهلات اجتماعاً لمناقشة تعديل أوقات الامتحانات. وقال مدير المجلس المشترك للمؤهلات مايكل تيرنر"نحن نتشاور بشأن الجدول الزمني للامتحانات، حتى لا يكون لرمضان تأثير على الطلاب".
وتجدر الإشارة إلى أن الجالية العربية المسلمة المقيمة في بريطانيا تقدر بنحو 2.7 مليون شخص، يمثلون حوالي 5 في المئة من إجمالي عدد السكان. وبحسب تقرير الإحصاء الرسمي البريطاني لعام 2011، يقدر عدد العرب البريطانيين المقيمين في لندن بنحو 110 آلاف شخص.