ووقع الهجوم في بروكلين، في حي بيدفورد ستويفيزان، في غمرة تظاهرات تتكرّر في المدينة، بعدما قرّرت هيئة محلفين أخيراً، عدم ملاحقة شرطي ضالع في مقتل الشاب الأسود البشرة، إريك غارنر.
وأطلق الجاني، الذي يدعى إسماعيل برينسلي، النار مراراً على الشرطيين اللذين كانا جالسين داخل سيارتهما عبر إحدى النوافذ، وإصابهما في رأسيهما.
ودان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بلا تحفظ قتل الضابطين.
وقال أوباما، في بيان، إنّه "يدين بشكل مطلق قتل شرطيين بالرصاص".
من جهته، قال قائد الشرطة، بيل براتون، في مؤتمر صحافي: "لقد قتلا بالرصاص من دون تحذير. لقد تم اغتيالهما بكل بساطة"، موضحاً أن الجاني، الذي لا صلة له بالارهاب، جاء من مدينة بالتيمور، وقد طارده شرطيون آخرون فيما كان يفر سيراً قبل أن ينتحر على رصيف مترو مجاور".
وأضاف براتون أنّ "برينسلي كان نشر على المواقع الاجتماعية تعليقات معادية جداً للشرطة، أشار فيها، بحسب وسائل إعلام محلية، إلى إريك غارنر، والشاب الأسود مايكل براون، الذي قتل على أيدي الشرطة في فرغسون بولاية ميزوري في أغسطس/ آب".
وأحدثت عملية القتل صدمة لدى أكبر قوة شرطة في الولايات المتحدة، التي تعرّض اثنان من عناصرها في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، لهجوم شنّه شخص مسلّح بساطور. وأصيب أحد الشرطيين بجروح بالغة، وتحدث براتون يومها عن عمل ارهابي.
بدوره، ندّد عمدة نيويورك، "الديموقراطي"، بيل دي بلازيو، الذي تربطه علاقات صعبة بالشرطة، مساء أمس، بما اعتبره "اغتيالاً يشبه عملية إعدام".
ووصف مدعي الدولة في نيويورك، إريك شنايدرمان، ما حصل بأنّه "عمل عنفي شنيع"، فيما أعرب عدد كبير من عناصر الشرطة من مختلف مراكز نيويورك عن صدمتهم عبر موقع "تويتر"، وقدموا تعازيهم إلى عائلتي الضحيتين.
وأوضح براتون أنّها "المرة السابعة منذ العام 1972، يتعرض فيها شرطيان يعملان معاً للقتل في نيويورك".
وكان الجاني أصاب بالرصاص أيضاً، صباح السبت، صديقته السابقة في بالتيمور قبل أن يغادر إلى نيويورك، بحسب براتون. ولفت قائد الشرطة إلى أن برينسلي كان يستخدم على ما يبدو حساب المرأة على موقع اينستاغرام للادلاء بتعليقاته المناهضة للشرطة.
ويأتي هذا الحادث في أجواء متوترة نتجت من قضية إريك غارنر، وبعد مقتل أسود آخر غير مسلّح في بروكلين في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني على يد شرطي مبتدئ. وكان براتون أقر بأن الضحية، أكاي غورلي، بريء تماماً.
وقضى غارنر، وهو أب لستة أولاد، اختناقاً في يوليو/ تموز أثناء توقيفه في شكل عنيف من جانب الشرطة في نيويورك.
وشهدت نيويورك ومدن أميركية أخرى، تظاهرات احتجاج عدّة، بعدما قررت هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي المسؤول عن مقتل غارنر، كان آخرها، مساء الجمعة.
ورفض القس آل شاربتون، القريب من عائلة غارنر، مساء السبت، أي ربط بين مقتل الشرطيين وقضية غارنر.
وقال شاربتون، في بيان: "تحدثتُ إلى عائلة غارنر، وقد صدمتنا المعلومات عن موت الشرطيين في بروكلين. إن أي استخدام لاسم غارنر أو براون ربطاً بأي عنف أو مقتل شرطي، هو أمر مرفوض ويتناقض مع إحقاق العدالة في هاتين القضيتين".