بصعوبة بالغة، استقل الفلسطيني حمدي غراب مركباً صغيراً للمشاركة في مسيرة بحرية داخل مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة، اليوم الأحد، للمطالبة بإنشاء ممر مائي يربط قطاع غزة مع العالم الخارجي بدون قيود، وترحيباً بأسطول الحرية الثالث المتوقع وصوله إلى القطاع خلال الفترة المقبلة، لكسر الحصار الإسرائيلي.
ويعد غراب (44 عاماً) واحداً من الذين اكتووا بنار الحصار المفروض على غزة منذ صيف عام 2007، إذ أجبره تردي الأوضاع الاقتصادية داخل القطاع، على الجلوس في البيت ضمن صفوف العاطلين عن العمل، بعدما دمر الاحتلال المنشأة التجارية التي كان يعمل فيها دون أن يتمكن صاحبها من إعادة ترميمها.
ويقول المواطن غراب لـ"العربي الجديد" إن أسطول الحرية الثالث سيأتي إلى غزة رغم أنف الاحتلال، ليخبر العالم ومؤسسات حقوق الإنسان بأن نحو 1.5 مليون إنسان يعيشون في غزة يعانون منذ نحو تسع سنوات من حصار إسرائيلي مشدد يقتلهم بصمت ويدمر كل أركان الحياة.
وبجوار غراب وقف الشاب محمود أبوهلال (27 عاماً)، رافعاً بيده اليمنى العلم الفلسطيني وباليسرى لافتة كتب عليها "نطالب بكسر الحصار... نطالب بممر مائي لغزة"، مرحباً في ذات الوقت بأسطول الحرية الثالث الذي سيكسر الحصار الإسرائيلي ويخفف من تداعياته، وفق قوله.
وأوضح أبوهلال لـ"العربي الجديد" أنه حاول السفر عبر معبر رفح البري خلال الفترة الماضية عدة مرات، من أجل استكمال رحلة علاجه على إثر الإصابة التي تعرض لها في قدمه اليسرى أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع منتصف عام 2009، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
وتساءل أبوهلال باستنكار "هل علينا أن نسافر عبر المعابر الحدودية الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، لكي نقضي بقية أعمارنا داخل السجون، في الوقت الذي تفرض فيه الشقيقة مصر إجراءات مشددة خلال الأيام القليلة التي تفتح فيها المعبر البري الوحيد لسكان القطاع؟".
وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري، عقب الهجوم الذي تعرضت له إحدى وحدات الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتبعه عملية عسكرية للجيش المصري في ذات المنطقة.
بدوره، قال نائب رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار عن غزة علاء البطة، إن "كافة مواثيق حقوق الإنسان أكدت على حرية الإنسان وكرامته، ونحن اليوم جئنا لنطالب بأحد حقوقنا المتمثلة في حرية التنقل والسفر بدون قيد أو شرط عبر ميناء بحري مفتوح على العالم، في ظل إغلاق السلطات المصرية معبر رفح منذ أشهر طويلة".
وأضاف البطة، خلال مؤتمر عقد على هامش المسيرة البحرية، "الممر البحري سيعمل على تخفيف التداعيات السلبية للحصار الإسرائيلي، وصولاً إلى إنهائه بشكل كامل"، مشدداً على أهمية توحيد الجهود الداخلية والخارجية من أجل فضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق أهالي غزة.
وأشار البطة إلى أن العد التنازلي لانطلاق أسطول الحرية الثالث بدأ اليوم الأحد، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية باتخاذ خطوات عملية وعاجلة على صعيد إنهاء الحصار الإسرائيلي الذي انعكست تداعياته على كافة مقومات الحياة، خصوصاً على الجانب الاقتصادي.
اقرأ أيضاً:غزيون يتجرعون العذاب عند بوابة معبر رفح