يستعد صندوق قطر للتنمية لتنفيذ باكورة مشروعاته في تونس، بعد زيارة عمل لوفد من الصندوق بقيادة مدير برامج الدول ناصر العسيري إلى تونس التقى خلالها عددا من المسؤولين الحكوميين بهدف وضع آجال لإطلاق المشاريع وتوقيع الاتفاقيات النهائية.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد" قال مصدر مسؤول في سفارة دولة قطر بتونس إن مشروع مستشفى الأطفال بمدينة منوبة سيكون أول مشروع ينفذه الصندوق بقيمة 82 مليون دولار، مشيراً إلى أن قائمة مشاريع مهمة في مجال البنية التحتية والتمكين الاقتصادي ستكون ضمن خطة التمويل المقدرة بحوالي 250 مليون دولار.
وأضاف المصدر ذاته أن الصندوق يهتم بتمويل المشاريع في مجالات حيوية تساعد على تحسين البنى التحتية والمعيشية، مؤكدا أن مكتب تونس سيكون أول مكتب للمؤسسة خارج الدوحة، وموعد افتتاحه لن يتجاوز شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ويأتي إطلاق المكتب وفق مذكرة تفاهم تم إبرامها بين الصندوق والحكومة التونسية على هامش المؤتمر الدولي "تونس 2020" الذي انتظم في العام 2016.
وتكثف حكومة تونس هذه المدة المباحثات مع مؤسسات التمويل والصناديق السيادية التي لها تعهدات مع تونس من أجل تنفيذ اتفاقيات أبرمت إبان ندوة الاستثمارات التي انتظمت في تونس منذ سنتين.
واعتبر الخبير في استراتيجيات التنمية صادق جبنون أن بداية تنفيذ استثمارات صندوق قطر للتنمية خطوة مهمة، غير أنها تبقى غير كافية للاقتصاد التونسي الذي يحتاج إلى استثمارات لا تقل عن 3 مليارات دولار في الوقت الحالي.
وقال جبنون في تصريح لـ"العربي الجديد" إن أغلب مشاريع قطر للتنمية في قسطها الأول هي مشاريع إنشائية عمومية، تتعلّق أساسا، بتحسين الجانب الاجتماعي والمعيشي للتونسيين.
وأضاف أن من دور الحكومة والغرف التجارية المشتركة بين تونس وقطر اختيار مشاريع اقتصادية في مجالات الصناعة والتكنولوجيا في الفترة المقبلة، ما يحقق مكاسب اقتصادية مهمة للبلدين ويساعد على تبادل الخبرات وجلب التكنولوجيات الحديثة وتوفير الوظائف.
واحتلت دولة قطر المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس، بنحو 16 في المائة، من حجم الاستثمارات المتوفرة في البلاد.