مشعل: زيارتي لتونس للتشاور ولا وجود لـ"حكومة ظل" بغزة

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، اليوم الجمعة، أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى وساطة لتحقيق المصالحة لأنهم لا يعانون من قطيعة بينهم، مشيراً إلى رفض الحركة للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال فضلاً عن نفيه وجود "حكومة ظل" تديرها "حماس" في قطاع غزة.

وجاءت تصريحاته للصحافيين عقب لقائه الرئيس التونسي منصف المرزوقي، في قصر قرطاج، بعد وصوله إلى تونس مع وفد كبير من "حماس" ضم 15 مسؤولاً من الحركة، وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وملف المصالحة أبرز محاور اللقاء.

ورداً على اتهامات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نفى مشعل وجود حكومة موازية في القطاع، وقال إن "الوزراء المُعيّنين في غزة لا يباشرون عملهم وكل ما في الأمر أن وكلاء الوزارات والمديرين العامين هم الذين يتولون أمور هذه المؤسسات وهذا من صلب عملهم ولا وجود لحكومة موازية".

وأشار إلى أنهم "طلبوا من عباس في لقاء الدوحة أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولياتها في غزة كما تفعل في الضفة وأن يباشر الوزراء عملهم حالاً".

وفي ما يتعلق بالموقف العربي من العدوان الأخير على غزة، قال مشعل "نحن تجاوزنا أخطاء بعض إخواننا معنا ونسامح كل خذلان وتقصير وقع أثناء العدوان علينا، نسامح ونتجاوز ولكننا لا ننسى الذين ساندونا ووقفوا إلى جانبنا".

وحول طرح المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، أكد مشعل أن "المكتب السياسي لحماس واضح في مواقفه وأن المفاوضات المباشرة مع الاحتلال ليست مطروحة على أجندة الحركة ولا في مداولاتها، وإذا كانت هناك ضرورة للمفاوضات فهي تكون غير مباشرة وهي سياسة معتمدة داخل الحركة"، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".

وحول الهدف من زيارته إلى تونس، أوضح مشعل "زيارتي فرصة للتشاور والتواصل حول الخطوات اللاحقة وأهمها التسريع بالإغاثة والإيواء والاعمار في غزة، فالعدو الصهيوني ارتكب جرائم بشعة ضد المدنيين"، مضيفاً أن "مسؤولية المجتمع الدولي بأكمله تأسيس بنية تحتية في القطاع من مستشفيات ومحطات كهرباء لإعانة أهل غزة على مزيد من الصمود"، وفقاً لوكالة "الأناضول".

وأضاف أن "الدور المرجو من تونس هو تكثيف جهود الإعمار والإغاثة ولا سيما في ظل خبرة المرزوقي في الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب الصهاينة ولدور تونس الذي تبذله في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني".

ولفت إلى أن "زيارة تونس في هذا الوقت بالذات تندرج في إطار تقدير حماس العالي وتثمينها وشكرها للموقف التونسي قيادة وشعباً التي وقفت مع غزة ومع المقاومة الفلسطينية أثناء الحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة وخاصة للرئيس المرزوقي، فموقفه كان شجاعاً ومميزاً في وقت الحرب"، وفقاً لـ "الأناضول".

وأشار مشعل إلى أن "مؤتمر الإعمار سيعقد يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول في القاهرة وأن حماس سترحب بأي جهود متعلقة بموضوع الإعمار ولكنها تطلب التسريع في ذلك".

وذكّر أن المنهج الاسلامي الوسطي المعتدل والفكر السياسي المتفتح على محيطه الإقليمي والدولي والقوة المبدعة في مواجهة العدو فقط من دون غيره هو النموذج الذي ندعو إليه ونؤمن به.

من جهته، قال المستشار الأول في الرئاسة التونسية المكلف بالملف الدولي، أنور الغربي "إن هذا الوفد المهم الذي جاء في زيارة خاصة إلى تونس عبّر عن شكره لمجهودات المرزوقي وموقفه المبدئي في دعم القضية الفلسطينية وخصوصاً إبان العدوان على غزة، مثمناً المبادرات الكثيرة التي أطلقها المرزوقي وخصوصاً مبادرة المؤتمر الدولي الذي ينعقد نهاية أيلول/سبتمبر في تونس بحضور دولي استثنائي للبحث في صيغ الملاحقة القانونية لإسرائيل على خلفية الانتهاكات التي حصلت للمدنيين العزّل في غزة".

وأوضح الغربي أن مسؤولي "حماس عبروا عن اهتمامهم البالغ بهذا المؤتمر، ونتائجه واعتبروا أنه خطوة إيجابية نوعية في العمل على وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية التي تبقى دائماً دون عقاب".

وأشار إلى أن "موضوع المصالحة الفلسطينية كان أيضاً من أبرز مواضيع اللقاء". وشدّد على "تمسك حماس بالمصالحة وحكومة الوحدة الفلسطينية واستعدادها لكل الخطوات من أجل المحافظة عليها والتوجه إلى الرأي العام الدولي بصوت فلسطيني واحد".

ولفت إلى أن "مشعل عبّر خلال اللقاء عن استعداد حماس للقبول بمراقبة السلطة للمعابر المختلفة سواء تعلق الأمر برفح أو بالمعابر مع إسرائيل".