تمضي سوسن رشماوي وقتها في الأسابيع التي تسبق عيد الميلاد في صنع التحف الزجاجية المرتبطة بالمناسبة، داخل مشغلها البسيط والصغير، الذي خصصته في جزء من منزلها في مدينة بيت ساحور بمحافظة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، في فلسطين المحتلة. هذا المكان الذي بدأت منذ تسعة عشر عاماً العمل فيه بات متجرها الدائم الخاص لتحضير المشغولات اليدوية الفنية من الزجاج والفضة والخشب وعجم (بذر) الزيتون.
ترسم سوسن على الزجاج لتشكل به قطعاً جميلة تتعلق بعيد الميلاد، ثم تقص بأداة يدوية المنطقة المرسومة من الزجاج قبل أن تسوي تلك القطع بالكماشة، ثم تحفّها بورق الزجاج، وتجمعها مع بعضها بالنحاس واللحام اليدوي. فبمنضدتين وبعض الرفوف، وبأدوات بسيطة، تعمل سوسن رشماوي طوال العام في صنع الحلي والتحف يدوياً، فهي تصنع المسابح من عجم الزيتون، والخواتم والأقراط والقلائد من الفضة، والتحف الزجاجية الممزوجة أحياناً بالخشب أو الفضة، لكنّها تؤكد في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ حجم العمل متواضع طوال العام، لكنّه ينتعش في فترة عيد الميلاد، لتركز في هذه الفترة على التحف المتعلقة بالعيد.
اقــرأ أيضاً
بدأت رشماوي مهنتها الحالية قبل 19 عاماً حين توقف عن عملها في الخياطة بسبب ظروف العمل الراكد، فقررت تعلم مهنة جديدة في ظل حاجة أسرتها لدخلها بالإضافة إلى حبها للفنون، فتدربت على مدار عام على تعشيق الزجاج في دار الندوة الدولية ببيت لحم وهي مؤسسة خدمية، ثم علمت ثلاثاً من شقيقاتها المهنة التي تدربت عليها، إذ واصلت اثنتان منهن المهنة نفسها، وهما سلام وسامية، لتساعدا سوسن. تقول سوسن: "نحن نساعد أزواجنا، فزوجي يعمل في سوبرماركت، وزوج شقيقتي يعمل في البناء، والثالثة تعتمد عليها أسرتها بشكل كبير بعدما فقد زوجها عمله".
في المقابل، تؤكد سوسن أنّ زوجها يساعدها في توفير أدوات ومواد صناعتها اليدوية، وإيصال أعمالها الفنية إلى جهات عدة في المقابل، وأهمها دار الندوة في بيت لحم من أجل التسويق، أما أبناؤها فبالرغم من أنّ اختصاصاتهم مختلفة، وبعيدة تماماً عن الأعمال اليدوية، فإنّهم يساعدونها عندما تستدعي الحاجة.
تعمل الشقيقات الثلاث الآن في المشروع نفسه، لكن كلّ من منزلها. وتشارك سوسن في المعارض لتسويق منتجاتها اليدوية، بعدما طورتها لتدخل إليها الفضة، وخشب الزيتون وعجمه. أفكار كثيرة أدخلتها سوسن إلى مشغولاتها اليدوية، لكنّ ما تركز فيه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول بالذات هو كلّ ما يتعلق بعيد الميلاد، كتحف رمزية لبابا نويل، وشجرة الميلاد، والملائكة وغيرها. تحضّر سوسن التحف لبيعها في بيت ساحور، وخارجها، مستعينة عن طريق المؤسسة التي تدربت فيها، والتي توفر لها أيضاً فرصة تسويقية للزبائن الأجانب الذين يطلبون تلك المشغولات اليدوية.
حول موسم الأعياد تقول سوسن: "تقريباً، نعمل فقط في الأعياد، وفي بقية العام يكون السوق ضعيفاً. هذه الفترة مهمة لنا ولأهل بيت ساحور، إذ تنتشر هنا المشغولات اليدوية كالصدف، والصوف، والأخشاب، وكلّها مرتبط بعيد الميلاد. هذه الفترة مهمة لإنعاش الاقتصاد في المدينة وفي محافظة بيت لحم عموماً". تشير إلى أنّ زبائنها من خارج فلسطين، خصوصاً، يفضلون هذه المشغولات اليدوية على غيرها، لا سيما ما يتعلق بهذه المناسبة الدينية، إذ تصنع بعض المشغولات بحسب الطلب سواء لناحية الأشكال أو الألوان.
بيت ساحور، المدينة التي تقطن فيها رشماوي، مدينة تاريخية تقع على بعد كيلومتر واحد إلى الشرق من مدينة بيت لحم، ويعني اسمها "بيت السهر" نسبة إلى الرعاة الذين يسهرون على قطعان أغنامهم. وهي موطن العديد من الأديرة والكنائس التي تشير إلى موقع حقل الرعاة وحقل راعوث وبئر السيدة العذراء، ولذلك، تكتسب أهمية دينية وسياحية لزائري بيت لحم وفلسطين.
ما يميز عيد الميلاد في فلسطين قدسية الأماكن بالنسبة لمسيحيي العالم، فمدينة بيت لحم التاريخية، هي موطن كنيسة المهد، أي مكان ميلاد المسيح. وهناك تحتفل الطوائف المسيحية سواء الغربية (25 ديسمبر/ كانون الأول) أو الشرقية (7 يناير/ كانون الثاني) بالعيد. وانطلق موسم الأعياد هذا العام بإضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، خلال احتفال رسمي، حضرته شخصيات دينية وسياسية، أبرزها رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، الذي قال خلال الحفل: "نتطلع أن يأتي الناس من كلّ العالم، بأعداد أكبر، ليحتفلوا معنا، ويزرعوا معنا، ويأخذوا هدايانا الخشبية من زيتون الأرض، ويجدوا لدينا زيت الأراضي المقدسة، ويسكنوا معنا في بيوتنا وفنادقنا".
واحتفلت مدينة بيت ساحور بإضاءة شجرة الميلاد في السابع من الشهر الجاري بحفل حضره وزراء فلسطينيون، وشخصيات سياسية ودينية، سبقته مسيرة تقليدية تقدمتها فرق كشفية.
ترسم سوسن على الزجاج لتشكل به قطعاً جميلة تتعلق بعيد الميلاد، ثم تقص بأداة يدوية المنطقة المرسومة من الزجاج قبل أن تسوي تلك القطع بالكماشة، ثم تحفّها بورق الزجاج، وتجمعها مع بعضها بالنحاس واللحام اليدوي. فبمنضدتين وبعض الرفوف، وبأدوات بسيطة، تعمل سوسن رشماوي طوال العام في صنع الحلي والتحف يدوياً، فهي تصنع المسابح من عجم الزيتون، والخواتم والأقراط والقلائد من الفضة، والتحف الزجاجية الممزوجة أحياناً بالخشب أو الفضة، لكنّها تؤكد في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ حجم العمل متواضع طوال العام، لكنّه ينتعش في فترة عيد الميلاد، لتركز في هذه الفترة على التحف المتعلقة بالعيد.
بدأت رشماوي مهنتها الحالية قبل 19 عاماً حين توقف عن عملها في الخياطة بسبب ظروف العمل الراكد، فقررت تعلم مهنة جديدة في ظل حاجة أسرتها لدخلها بالإضافة إلى حبها للفنون، فتدربت على مدار عام على تعشيق الزجاج في دار الندوة الدولية ببيت لحم وهي مؤسسة خدمية، ثم علمت ثلاثاً من شقيقاتها المهنة التي تدربت عليها، إذ واصلت اثنتان منهن المهنة نفسها، وهما سلام وسامية، لتساعدا سوسن. تقول سوسن: "نحن نساعد أزواجنا، فزوجي يعمل في سوبرماركت، وزوج شقيقتي يعمل في البناء، والثالثة تعتمد عليها أسرتها بشكل كبير بعدما فقد زوجها عمله".
في المقابل، تؤكد سوسن أنّ زوجها يساعدها في توفير أدوات ومواد صناعتها اليدوية، وإيصال أعمالها الفنية إلى جهات عدة في المقابل، وأهمها دار الندوة في بيت لحم من أجل التسويق، أما أبناؤها فبالرغم من أنّ اختصاصاتهم مختلفة، وبعيدة تماماً عن الأعمال اليدوية، فإنّهم يساعدونها عندما تستدعي الحاجة.
تعمل الشقيقات الثلاث الآن في المشروع نفسه، لكن كلّ من منزلها. وتشارك سوسن في المعارض لتسويق منتجاتها اليدوية، بعدما طورتها لتدخل إليها الفضة، وخشب الزيتون وعجمه. أفكار كثيرة أدخلتها سوسن إلى مشغولاتها اليدوية، لكنّ ما تركز فيه خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول بالذات هو كلّ ما يتعلق بعيد الميلاد، كتحف رمزية لبابا نويل، وشجرة الميلاد، والملائكة وغيرها. تحضّر سوسن التحف لبيعها في بيت ساحور، وخارجها، مستعينة عن طريق المؤسسة التي تدربت فيها، والتي توفر لها أيضاً فرصة تسويقية للزبائن الأجانب الذين يطلبون تلك المشغولات اليدوية.
حول موسم الأعياد تقول سوسن: "تقريباً، نعمل فقط في الأعياد، وفي بقية العام يكون السوق ضعيفاً. هذه الفترة مهمة لنا ولأهل بيت ساحور، إذ تنتشر هنا المشغولات اليدوية كالصدف، والصوف، والأخشاب، وكلّها مرتبط بعيد الميلاد. هذه الفترة مهمة لإنعاش الاقتصاد في المدينة وفي محافظة بيت لحم عموماً". تشير إلى أنّ زبائنها من خارج فلسطين، خصوصاً، يفضلون هذه المشغولات اليدوية على غيرها، لا سيما ما يتعلق بهذه المناسبة الدينية، إذ تصنع بعض المشغولات بحسب الطلب سواء لناحية الأشكال أو الألوان.
بيت ساحور، المدينة التي تقطن فيها رشماوي، مدينة تاريخية تقع على بعد كيلومتر واحد إلى الشرق من مدينة بيت لحم، ويعني اسمها "بيت السهر" نسبة إلى الرعاة الذين يسهرون على قطعان أغنامهم. وهي موطن العديد من الأديرة والكنائس التي تشير إلى موقع حقل الرعاة وحقل راعوث وبئر السيدة العذراء، ولذلك، تكتسب أهمية دينية وسياحية لزائري بيت لحم وفلسطين.
ما يميز عيد الميلاد في فلسطين قدسية الأماكن بالنسبة لمسيحيي العالم، فمدينة بيت لحم التاريخية، هي موطن كنيسة المهد، أي مكان ميلاد المسيح. وهناك تحتفل الطوائف المسيحية سواء الغربية (25 ديسمبر/ كانون الأول) أو الشرقية (7 يناير/ كانون الثاني) بالعيد. وانطلق موسم الأعياد هذا العام بإضاءة شجرة الميلاد في بيت لحم في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، خلال احتفال رسمي، حضرته شخصيات دينية وسياسية، أبرزها رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، الذي قال خلال الحفل: "نتطلع أن يأتي الناس من كلّ العالم، بأعداد أكبر، ليحتفلوا معنا، ويزرعوا معنا، ويأخذوا هدايانا الخشبية من زيتون الأرض، ويجدوا لدينا زيت الأراضي المقدسة، ويسكنوا معنا في بيوتنا وفنادقنا".
واحتفلت مدينة بيت ساحور بإضاءة شجرة الميلاد في السابع من الشهر الجاري بحفل حضره وزراء فلسطينيون، وشخصيات سياسية ودينية، سبقته مسيرة تقليدية تقدمتها فرق كشفية.