أطلقت مؤسسة "أورينت الإنسانية" مشروعاً لإنتاج لوحات الفسيفساء في مدينة كفرنبل، التابعة لمحافظة إدلب في شمال سورية، وعمدت إلى تخصيص قسم فيه لتشغيل المصابين الذين فقدوا أحد أطرافهم، نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو أربع سنوات.
ورصدت الأناضول قسم مصابي الحرب في المشغل، حيث اطلعت على بعض اللوحات المرسومة من قبلهم، وتعبّر عن معاناة المواطنين السوريين خلال سنوات الحرب، وما تعرضوا له من قصف وقتل وتشريد.
وأفاد أحمد فادي رحال، وهو أحد العاملين في القسم، أنه "انشق عن جيش النظام في أوائل الثورة، ثم التحق بالجيش الحر، وتعرض لإصابة أدت إلى بتر ساقه اليمنى"، مشيراً إلى أن الدعم الذي كانوا يتلقونه من بعض الجمعيات الخيرية قد انخفض بشكل كبير، قبل أن يعمل في المشغل. وأضاف أن المشغل ليس فقط مجرد رزق له ولزملائه، بل إنه أعطى لحياتهم معنى، حينما حوّلهم من مستهلكين إلى منتجين.
من جانبه، أوضح مدير المشغل "أبو محمد"، أن المشروع سيتم توسيعه ليشمل العنصر النسائي، لافتاً إلى سعيهم للمشاركة في معارض فنية خارج البلاد؛ لنقل معاناة السوريين في الداخل.
وتشتهر مدينة كفر نبل برسوم الفسيفساء، وكانت تسمى "مدينة الفسيفساء" لكثرة الفنانين المختصين في هذا المجال، وهو فن حديث يعتمد على تحويل الصورة الورقية إلى لوحة فنية باستخدام الحجر المحلي الملون، وأدواته الورق المطبوع، والنايلون، والمادة اللاصقة، بالإضافة للأحجار التي تصنع منها اللوحة.
اقرأ أيضاً: "أثر الفراشة" مشروع مسرحي سوري لأطفال الحريّة