بات المنتخب الويلزي على بُعد خطوتين فقط من التتويج بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تدور فعالياتها على ملاعب كرة القدم الفرنسية، وذلك بعدما صعد إلى الدور نصف النهائي من البطولة الأوروبية إثر الفوز الذي حقّقه على حساب نظيره البلجيكي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة التي جمعت بين المنتخبين، مساء الجمعة، في مدينة ليل الفرنسية، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من البطولة الأوروبية.
وواصل منتخب ويلز، الذي يُشارك في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، مغامرته التاريخية الناجحة بعدما تمكن من بلوغ الدور نصف النهائي من البطولة الأوروبية، إثر نجاحه في تحويل تأخره بهدف أمام نظيره البلجيكي المدجج بالنجوم إلى فوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، ليُحقق بالتالي أبرز إنجاز في تاريخه بعد إنجازه السابق، الذي كان يتمثل في الوصول إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم 1958.
وأصبح المنتخب الويلزي عقب فوزه على حساب نظيره البلجيكي قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب بطولة أمم أوروبا، حيث بات يتعيّن عليه تجاوز عقبة نظيره البرتغالي في الدور نصف النهائي، ومن ثم انتظار الفائز من المباراة الثانية من المربع الذهبي، ومن ثم الفوز في المباراة النهائية التي سُتقام على ملعب فرنسا، وذلك إذا ما أراد التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه.
وأضحى المنتخب الويلزي المرشح الأبرز للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، وذلك استناداً للقاعدة التي عرفتها البطولة الأوروبية في العقود القليلة الماضية، والمتمثلة في تتويج أحد المنتخبات غير المرشحة للظفر باللقب كل 12 عاماً، حيث تكرّر هذا الأمر مرتين: كانت الأولى في عام 1992 حينما خالف المنتخب الدنماركي كل التوقعات والتكهنات، ونجح في تحقيق أمر ما أشبه بالمعجزة، بعدما تُوج بلقب النسخة التاسعة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها السويد، إثر الفوز الذي حقّقه في المباراة النهائية على حساب المنتخب الألماني بنتيجة هدفين بدون مقابل، ليُتوج بالتالي باللقب للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه، في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم.
وعرفت البطولة مفاجأة أخرى بعد مُضي 12 عاماً من المفاجأة التي حقّقها المنتخب الدنماركي، حينما تُوج المنتخب اليوناني بلقب النسخة الثانية عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها البرتغال في عام 2004، بعدما نجح في تحقيق انتصار تاريخي على حساب المنتخب البرتغالي، صاحب الأرض والجمهور، بهدف سجله المهاجم أنجليوس خاريستياس بضربة رأس بارعة بعد 12 دقيقة على انطلاقة الشوط الثاني، مانحاً بلاده لقباً أسطورياً، وسط حسرة كبيرة من الجماهير البرتغالية، التي كانت تعقد آمالاً كبيرة على منتخب بلادها في منحها أول لقب دولي، بعدما كان المنتخب قد فشل في ثلاث مناسبات سابقة هي: بطولة أمم أوروبا عامي 1984 و2000 بخسارته أمام فرنسا في نصف النهائي، وكأس العالم عام 1966 عندما خرج على يد إنجلترا في الدور ربع النهائي.