وقال قائد قوات حرس الحدود الإيراني، العميد قاسم رضائي، في تصريح صحافي، على هامش زيارته الى مدينة خرمشهر، إنّه "في سياق الارتقاء بالأمن في المنطقة، واتفاقية العام 1975، سنقيم في شمال الخليج، وفي مصب نهر أروند والمنطقة المشتركة مع العراق، مناورات ودوريات مشتركة في النصف الأول من العام الجاري (العام الإيراني بدأ في 20 مارس/ آذار)".
وأضاف رضائي: "لقد كانت لنا، خلال الأعوام الماضية، إجراءات وتعاون مشترك مع حرس الحدود العراقي في مناطق خرمشهر ودشت ازادكان وأبادان وماهشهر الحدودية"، مبينا أنّه "وبهدف الرقي بالأمن للصيادين والتجار، ينبغي تسيير دوريات مشتركة مع العراق، بحيث يكون لخفر السواحل، شرق خط التالوك، ولخفر السواحل العراقي غرب خط التالوك، دوريات متزامنة".
ووصف قائد قوات حرس الحدود الإيراني أمن الحدود البرية للبلاد بأنّه ممتاز، مضيفاً "لحسن الحظ أن الأمن مستتب بمستوى عال جداً في الحدود البرية"، مشيراً إلى أنّ "مناطق البلاد الحدودية الغربية الممتدة من محطة حسينية في خوزستان إلى منطقة إيلام، وحتى قرب قصر شيرين، تتوفر فيها مصادر نفطية جاهزة للتنقيب، ويمكن القول إنّ منطقة غرب البلاد كلها جاهزة للاستثمار، وليس لنا فيها أي مشكلة أو هاجس أمني"، وفقا لقوله.
غير أن مسؤولا عسكريا عراقيا بارزا نفى معرفته بالموضوع، إذ أكد أنه "لا نعرف أي شيء عن ذلك"، مضيفاً في اتصال مع "العربي الجديد"، أنه "بالنسبة لنا نحن نخوض حربا على جبهات عريضة، وهذه الحرب تغني عن أي مناورات".
وأوضح المسؤول العراقي، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: "لم يفاتحنا أحد من المسؤولين الإيرانيين في بغداد بشأن ذلك.. لا نعرف أي شيء عن ذلك".
من جهتها، رفضت لجنة الأمن بالبرلمان العراقي أي تعاون عسكري وأيّ عمليات مشتركة خارجة عن الأطر الدستوريّة والقانونيّة المعمول بها في العراق. وقال عضو اللجنة، محمد الكربولي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أمن العراق وسيادته مسؤوليّة كبيرة يجب القيام بها على أكمل وجه"، مبيّناً أنّ "إيران لها تدخل كبير في الشأن العراقي، وتأثير كبير على القرار السياسي في البلاد، لذا فإنّه لا يجب أن يشارك العراق في مثل هذه المناورات، إلّا في حال كانت تصب بمصلحة البلد وحفظ أمنه وسيادته".
وأكّد الكربولي على "ضرورة دراسة أي تعاون والجدوى منه، وفائدة البلاد من القيام به، قبل الشروع بتنفيذه".
ورأى المحلل السياسي العراقي، أمجد حسين، أن الإعلان الإيراني "رسالة موجهة للعرب بأن العراق حديقتنا الخلفية"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد": "وقد يكون ردّاً على مناورات السعودية مع الدول العربية والإسلامية أخيراً؛ فإيران تشعر بالعزلة وتحاول أن تثبت وجودها بملفات أخرى غير ملفات "حزب الله" و"الحشد"، ودعمها للمليشيات الخارجة عن القانون أو المصنفة ضمن الإرهاب، فضلاً عن دعمها لنظام بشار الأسد في سورية".
تجدر الإشارة إلى أن إيران متهمة بالتأثير السلبي على الملفات العراقية الأمنية والسياسية، من خلال تأثيرها على القرار السياسي العراقي، ودعمها للمليشيات، الأمر الذي يجعل من أي تعاون معها محط شك ورفض وعدم ثقة.