كشف مصدر عسكري رفيع من شرق البلاد عن سعي اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، لفتح جبهة قتال جديدة بالجنوب الليبي تختلف فيها تكتيكاته العسكرية عن سابقتها.
وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن "حفتر سيخوض حربا جديدة تشبه في تكتيكاتها حربه التي خاضها للسيطرة على الهلال النفطي العام الماضي بواسطة التركيز على استخدام الطيران بشكل أكثر كثافة"، وعزا السبب لعدم وجود قبائل كثيرة تؤيده في الجنوب يمكن أن تشكل خزانا بشريا لحربه.
وأضاف "حفتر رأى من خلال تجربته في الهلال النفطي أن الطيران أكثر فعالية لاسيما أن الجنوب مناطق مفتوحة وذات كثافة سكانية قليلة تشبه مناطق الهلال النفطي"، مؤكدا أن إمدادات عسكرية تصل إلى قاعدة براك الشاطئ دون توقف منذ أيام.
وتابع "المعلومات المؤكدة أن طيرانا مصريا وفرنسيا سيشارك في العمليات المقبلة بعد إتمام صفقات مع الدولتين اللتين تسعيان لوجود أكبر في الجنوب الليبي"، لافتا إلى أن فرنسا تقف إلى جانب الرئيس التشادي، إدريس دبي، المنزعج جدا من وجود قوات معارضة لحكمه في الجنوب الليبي.
وقال "المصالح متشابكة في الجنوب فهناك موارد للنفط والذهب مهمة بالنسبة لهذه الدول كما أن الجنوب لم يعد آمنا بالنسبة لدول كبرى لديها فرق استطلاع وتمركزات بالجنوب الليبي بسبب انتشار حركات التمرد وعصابات التهريب بشكل واسع".
وأشار إلى أن حفتر بسيطرته على الجنوب سوف يزيد من رصيده وقوة أوراقه التفاوضية بشأن أي مناصب في المشهد الليبي مستقبلا؛ فالجنوب مرتبط بملفات مقلقة كملف الهجرة غير الشرعية وتنقلات تنظيم "داعش" والإرهاب بالنسبة لدول كبرى.
وحول محاولات حكومة الوفاق الاقتراب أكثر من الجنوب، من خلال لقاءات آخرها جمع بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، مع آمر اللواء السادس مشاة في سبها، حميد العطايبي، يوم أمس الثلاثاء، قال المصدر العسكري "السراج وحلفاؤه أضعف بكثير من محاولة التواجد في الجنوب ومن الواضح أن سعيهم يتركز على سبها لحلحلة مشاكلها الحالية، لكن حفتر في عمليته المرتقبة سيستهدف كامل الجنوب الذي استعصى عليه في السابق، والآن مع وجود حلفاء أقوياء كفرنسا ذات الإرث التاريخي الكبير في الجنوب بدا أكثر قوة".
وأكد أن حفتر أراد توجيه رسالة من خلال تسميته لعمليته القادمة باسم "عملية فرض الأمن في الجنوب" للعالم بأنه الأفضل لتأمين مصالح دول كبرى هناك.
وأشار إلى أن حفتر بدأ يشعر بالقلق حيال أوضاعه السيئة في شرق البلاد لاسيما بعد أن فشل في إطلاق عملية عسكرية على درنة بسبب معارضة بعض القبائل وتزايد الأصوات المعارضة له في بنغازي، لذا أراد توجيه رسالة سياسية للبرلمان ولمعارضيه القبليين بأن له حلفاء آخرين ويمكنهم حسم الأوضاع وتوسيع رقعة سيطرته دونهم.
وختم بالقول "لقد أرسل آمر أركان قواته الجوية اللواء محمد المنفور إلى هناك مما يشير إلى جديته الكبيرة لاسيما أن أغلب قبائل الجنوب الموالية لنظام القذافي أقرب إلى حفتر وسترحب بوجوده"، موضحا أن ذلك يأتي "بعد أن تخلى حفتر عن قبائل التبو حلفائه السابقين وسيقفل من خلالهم ملفات كعلاقته بالمرتزقة الأفارقة قبل أن تكشف حقيقة تلك العلاقة".