وكان نقيب الصحافيين وهيئة المكتب قد اجتمعوا، مساء الثلاثاء، في مكتب النقيب في "مؤسسة الأهرام"، كعادتهم، وبحثوا الرد على المذكرة التي سبق وتقدم بها خمسة أعضاء في مجلس النقابة، يطلقون على أنفسهم "جبهة الاستقلال"، ليخرجوا بقرار خاص بتأجيل احتفالية تكريم الزملاء الفائزين في مسابقة التفوق الصحافي إلى أجل غير مسمى، وفق بيان صادر باسم "النقابة".
وأكد النقيب وأعضاء مجلس النقابة "رفضھم الكامل للسلوك الذي ینتھجه عدد من أعضاء مجلس النقابة دأبوا على محاولات شق الصف وافتعال أزمات"، قاصدين الأعضاء الخمسة في "جبهة الاستقلال".
وأضاف النقيب أنه و7 من أعضاء مجلس النقابة، وھم: حاتم زكریا، خالد میري، إبراھیم أبوكیلة، أبوالسعود محمد، حسین الزناتي، محمد شبانة، وأیمن عبدالمجید، في بیانهم: "أن المجلس منذ انتخابه في 21 مارس/آذار 2017 قد عقد 12 اجتماعاً في 23 مارس/آذار، ما یدل على حرص المجلس وانتظامه في الانعقاد بشكل لم یحدث في كثیر من المجالس السابقة".
وشدد البیان على أن "المجلس حرص على تقدیم كل الدعم القانوني والنقابي لأعضاء النقابة المتھمین في قضایا نشر أو قضایا جنائیة لا علاقة لھا بالنشر، وأن العدید من الزملاء قاموا بزیارة النقیب وتوجيه الشكر له بعد الإفراج عنھم".
وأوضح البیان أن نقیب الصحافیین التقى وزیر الداخلیة مرتین منذ انتخابه في مارس/آذار الماضي، كان آخرھما یوم الإثنین الماضي، لبحث العدید من الملفات، وناقش النقیب مع وزیر الداخلیة حل المشكلات التي تواجه الزملاء الصحافیین أثناء تأدیة عملھم، وضمان الرعایة الصحیة للزملاء المحبوسین.
وذكر البیان أن ھیئة المكتب تجتمع مرة أسبوعیاً لتیسیر عمل الزملاء وحل المشكلات المتعلقة بمشروع العلاج، والقروض والإعانات وغیرھا من الملفات في سابقة تحدث للمرة الأولى، وأن لجنة القید تنعقد وتمارس عملھا بمنتھى الحیادیة والشفافیة بالتعاون الكامل مع المجلس، ووفقاً للقانون واللائحة، ویتم بحث الشكاوى سواء كانت من أفراد أو مؤسسات أو صحف، وتعرض النتائج على المجلس.
وحول أزمة أرض نادي الصحافیین في الإسكندریة، جاء في البیان أن "ما حدث من تراكم مدیونیات وإھمال من المجالس السابقة لا یتحمله المجلس الحالي"، مشیراً إلى أن النقیب تواصل مع محافظ الإسكندریة، محمد سلطان، للتوصل لحل نهائي بشأن المدیونیات المتراكمة التي وصلت لأكثر من 30 ملیون جنيه، ووعد المحافظ بقبول مبلغ 300 ألف جنيه كبدایة للتسویة ورفع الحجز على أموال النقابة، وھو ما حدث بالفعل بالتعاون مع نقابة الصحافیین الفرعیة في الإسكندرية".
وبدورهم، ردّ الأعضاء الخمسة على بيان النقابة: "فاجأنا 8 من أعضاء مجلس نقابة الصحافيين ببيان يتهمنا بشق الصف الصحافي لمجرد أننا طالبنا بحقنا القانوني في عقد اجتماع طارئ لمناقشة مشاكل الزملاء والأزمات التي تتهدد النقابة التي ظهرت آخر بوادرها في الحجز على أموالها والتعامل مع الزملاء الذين تم اختطافهم على سلم النقابة".
وتابع البيان: "وبدلاً من أن يلتزم النقيب والسكرتير العام بالدعوة للاجتماع طبقا لنص القانون للرد على تساؤلاتنا ومناقشة قضايا الأعضاء على أرضية مجلس النقابة، فإنه في سلوك كاشف لطريقة إدارة النقابة وفي خرق فاضح للقانون بادر إلى عقد اجتماع في الأهرام لمجموعة من المجلس وكأنه ليس من حق أعضاء منتخبين وممثلين للجمعية العمومية أن يستخدموا حقهم في السؤال، ومناقشة قضايا الجمعية العمومية بعد الأزمات التي صارت تحدق بالنقابة".
وأضاف "الأكثر إثارة للدهشة أن البيان تم إصداره في شكل بيان صادر عن النقابة، وعلى ورق النقابة وتم إرساله من الإيميل الرسمي للنقابة، وهو مخالفة أخرى للقانون الذي يستلزم موافقة كافة أعضاء المجلس على أي بيان يصدر عن المجلس دون انعقاده"، بحسب البيان.
وأكمل الموقعون عليه: "ونظراً لأن بيان النقيب ومجموعته الذي جاء ليتهمنا بما كرّس له هو نفسه من شق واضح لصف المجلس، وتقسيم له، لمجرد أننا بادرنا باستخدام حقنا القانوني، فإننا لا بد لنا من توضيح عدد من النقاط المغلوطة التي أوردها، وندعوه للعودة لأرضية النقابة والالتزام بالقانون الذي يلزمه بعقد اجتماع طارئ خلال 48 ساعة من طلب ثلاثة أعضاء وفقاً لنص القانون".
وتابعوا: "اتخذنا الإجراء النقابي والقانوني السليم للحفاظ على كيان النقابة وتقدمنا بطلب رسمي للنقيب لعقد اجتماع طارئ وفقا لنص المادة 50 من قانون النقابة، وكان من الأولى أن يطبق النقيب القانون ويدعو لانعقاد المجلس، بدلا من أن يجتمع مع سباعي أعضاء المجلس، في جنح الليل، خارج النقابة في مكتبه في مؤسسة الأهرام لصياغة البيان "الهزلي"، وبدلاً من الاستمرار في تجاوز القانون مع سباعي أعضاء المجلس".
واعتبروها "سابقة وتجاوز نقابي وإداري ومالي وقانوني لم يحدث من قبل، ويستوجب المساءلة القضائية، لأن صلاحيات الهيئة وفقاً للقانون هي إصدار توصيات يقرّها مجلس النقابة، وكان من الأولى عقد اجتماعات المجلس كل أسبوع بدلاً من اجتماعات هيئة المكتب التي تعقد، في جنح الليل، خارج النقابة في مكتب النقيب في مؤسسة الأهرام، والتي تتخذ فيها قرارات مالية بالمخالفة لنص القانون الذي يستلزم عرضها على المجلس قبل إقرارها".
وحول أزمة الحجز على أموال النقابة، نبهوا إلى أنهم حذروا قبل "هذه الأزمة قبل 3 أشهر خلال اجتماع المجلس، وعرض الزميل جمال عبدالرحيم للحل الذي توصل له المجلس السابق وطالب بتفعيله، ورغم ذلك فإن المجلس لم يتحرك إلا بعد تفاقم الأزمة والتي ظهرت بوادرها في تأجيل حفل توزيع جوائز التفوق الصحافي، حتى لا يفاجأ الفائزون بامتناع البنك عن صرف مستحقاتهم بسبب الحجز على أموال النقابة، وكل ذلك حدث بسبب انشغال النقيب وهيئة المكتب بالمهام والمسؤوليات التي كلفوا بها في مؤسساتهم عقب انتخابات المجلس الأخيرة، والتي يخالف بعضها قرارات الجمعية العمومية الخاصة بالجمع بين منصب نقابي ورئاسة مجلس الإدارة".
ورأوا أن "البيان جاء مخالفاً للبيان الصادر عن وزارة الداخلية عقب الاجتماع، والذي لم يتطرق بكلمة واحدة لأزمة الزملاء المحبوسين، فأيهما نصدق بيان الداخلية أم بيان سباعي النقابة، فضلاً عن أن الوقائع تكذب الكثير مما ورد في بيان النقيب ومجموعته، بدءاً من تقاعس النقابة عن إرسال خطاب للدفاع عن الزميلين حسام السويفي وأحمد عبدالعزيز، بخلاف تصريحات السكرتير العام التي أكدت علم النقابة بالقبض عليهما قبل الواقعة من دون أن تبادر بحل المشكلة بل تركتها تتفاقم".
وأكدوا أن "الأرصدة المالية التي تركها المجلس السابق تخطت 45 مليون جنيه" وتساءلوا "أين ذهبت هذه الأموال؟" في ظل "الاتهامات حول إهدارها في منح وعطاءات للمقربين دون العودة لمجلس النقابة، بدلاً من استخدامها في تحسين الخدمات، وهو ما يستدعي إبراء ذمة المجلس".
وتساءلوا: "لماذا لم يتم التحقيق في الشكاوى الرسمية التي وردت للنقابة حول قرعة مدينتي وطريقة إجرائها، وما أثير عن وجود تجاوزات كان لا بد من الرد عليها لإبراء ذمة المجلس، خاصة وأن كثيراً من الشكاوى شككت في طريقة إجراء القرعة بل وأكدت أنه لم يتم إخطار الأعضاء بها".
كما أكدت الجبهة "اتخاذ كافة الإجراءات النقابية بالتشاور مع أعضاء الجمعية العمومية لوقف هذا الانتهاك الصارخ لقانون النقابة ووقف التعدي على مصالح الزملاء التي أصبحت على المحك".
يذكر أن كل ما حدث كان له مؤشرات مبكرة، منذ الدعاية الانتخابية للتحديد النصفي للنقابة في مارس/آذار الماضي، والتي حسمت مقعد النقيب لصالح مدير تحرير جريدة "الأهرام" القومية وعضو الحزب الوطني المنحل سابقاً، عبدالمحسن سلامة، بفوزه على منافسه الأبرز والنقيب السابق، يحيى قلاش بـ1457 صوتاً، مقابل 1890 صوتاً ليحيى قلاش، بفارق 433 صوتاً.
ومنذ إعلان نتيجة التجديد النصفي الأخيرة، كانت التوقعات تشير إلى أن المجلس بتشكيله الحالي الجديد، سيواجه خلافات واضطرابات بالجملة، نتيجة الاختلافات الأيديولوجية والسياسية الفارقة داخل مجلس نقابة الصحافيين بين فريقه الموالي للنقيب، والفريق الآخر المعارض له.