مصر: أزمة داخل "البناء والتنمية" بعد فوز الزمر بالرئاسة

17 مايو 2017
اعتراضات على انتخاب طارق الزمر(العربي الجديد)
+ الخط -
يشهد حزب "البناء والتنمية" المصري، المنبثق عن الجماعة الإسلامية، خلافات داخلية، عقب فوز طارق الزمر برئاسة الحزب، في الانتخابات التي أجريت السبت الماضي.

وظهرت بعض الأصوات الرافضة لانتخابات الزمر، على اعتبار أنه أكثر صدامية مع النظام الحالي، بما قد ينعكس سلباً على وضع الحزب والتضييق عليه خلال الفترة المقبلة.

كما ظهر بعض مؤشرات، هذه الأزمة للعلن، خلال اليومين الماضيين، بإعلان أحد أعضاء الحزب ويدعى منتصر عمران استقالته عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، رفضاً لانتخاب الزمر.

وبالمثل خرج أحد أعضاء الجماعة الإسلامية ويدعى خلف علام، عبر صفحته لانتقاد انتخاب الزمر، قائلاً "كنت أتمنى انتخاب قيادي آخر غير طارق الزمر لرئاسة حزب البناء والتنمية، رغم قناعتي أنه أفضل المرشحين وأكثرهم عمقاً في الرؤية السياسية، ولكن ظروف إقامته بالخارج لأسباب أمنية تحول بينه وبين ممارسة دوره كرئيس للحزب".


وأضاف علام: "الزمر يقيم خارج البلاد بطبيعة الحال يفتقد كثيراً من حساسية تأثير المواقف والتصريحات ومردودها على وضع الحزب"، معتبراً أن هذا الاختيار ربما يمهد لحل الحزب.

في المقابل، قالت مصادر في الحزب، إنه لا توجد أزمة أو خلافات بالمعنى المفهوم، ولكن هناك تخوفات لدى أعضاء الحزب من انعكاس انتخاب الزمر بالسلب على الحزب، لناحية شن حملات أمنية على الأعضاء والقيادات خلال الفترة المقبلة.

وأضافت المصادر، لـ "العربي الجديد"، أن هناك محاولات لاحتواء التخوفات التي تسيطر على الحزب حالياً، من خلال التواصل المباشر مع المعارضين لاختيار الزمر، ومحاولة بث طمأنتهم.

وتابعت، إن قيادات كبيرة في الحزب والجماعة الإسلامية تلقت اتصالات من قبل أعضاء المؤتمر العام بالالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات، ولكن في الوقت نفسه أبدوا تخوفات كبيرة من التنكيل بأعضاء الحزب من قبل الأمن.

وحول انتخابات الزمر لرئاسة الحزب، أشارت إلى أن لديه (الزمر) ثقلاً كبيراً بين أعضاء المؤتمر العام، والأمر لا يتعلق بوجود رغبة للتصعيد مع النظام الحالي من عدمه، ولكنهم اختاروه لشخصه، ولا يمكن توجيه اللوم لمن انتخبه فهذا قرار شخصي.

وأكدت أن الزمر لم يكن يرغب في الترشح لنفس الأسباب التي أبداها أعضاء الحزب، ولكن بعض القيادات مارست عليه ضغوطاً لتقديم أوراق ترشحه، وهو ما حدث قبل إغلاق باب الترشح مباشرة.

وفي السياق، حاول القيادي في الجماعة الإسلامية وعضو الهيئة العليا عبود الزمر، تهدئة الغاضبين والقلقين من تأثيرات فوز طارق برئاسة الحزب.

وقال الزمر، في بيانه، إن المرشحين على منصب رئيس الحزب لم يتقدموا بأوراقهم حتى الساعات الأخيرة من إغلاق باب الترشح، ولم يقدموا على هذه الخطوة إلا بناء على طلب عدد من القيادات.

وأضاف: "اختيار الزمر رئيساً للحزب جاء وفق آلية اختيار صحيحة ليُكمل مدته الثانية، وفي نفس الوقت سيكون هناك قائم بالأعمال داخل البلاد، ولابد من التوضيح أن القرار بالحزب يسير وفق رؤية واضحة وعبر مؤسسات منتخبة لها صلاحياتها وليس هناك ثمة انفراد بقرارات أو تشكيل مواقف دون أن يمر ذلك عبر الآليات الرسمية وبالتالي على الجميع أن يطمئنوا".

من جهته أصدر، رئيس الحزب بياناً، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، قال فيه: "لا يسعني بعد نجاح انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب إلا أن أهدي هذا النجاح لشعب مصر العظيم فقد كان من بين أهم أهداف قادة الحزب وكافة قواعده وهم يصرون على إتمام هذه الانتخابات في موعدها هو إرسال رسالة أمل لشعبنا العظيم بإمكانية عودة الحياة السياسية مرة أخرى وأن الانسداد السياسي الذي وصلت له البلاد ليس هو آخر المطاف".

وأضاف "لهذا فنحن لا نتوجه بالتهنئة لحزبنا أو باقي الأحزاب السياسية فحسب وإنما نتوجه بها أيضاً للشعب المصري الذي يتوق للانتخابات الحرة التي شهدها عام 2011 و2012 ووقف يومها في طوابير الانتخابات بشكل أبهر العالم ولا يزال ينتظر يوماً تكون فيه الكلمة الفصل للإرادة الشعبية دون غيرها ويستكمل فيه المسار الديمقراطي الذي أنتجته ثورة يناير".

وتابع "نتعهد أمام شعبنا وكل قواه الحية أن يستمر حزب البناء والتنمية وفياً لمبادئه مدافعاً عن أهداف ثورة يناير حريصاً على تحقيقها فهي أهم ثورة في تاريخ مصر وواهم كل من يتخيل أنها ستذهب أدراج الرياح؛ 

كما نتعهد بالحفاظ على الدولة المصرية بكل مقوماتها ومكوناتها وترابها الوطني والعمل على استعادة دور المؤسسات والتأكيد على حيادها تجاه كل المواطنين".

وأردف "كما نعاهد شعب مصر ألا نتأخر لحظة عن تقديم الحلول السياسية والمبادرات المناسبة والقادرة على التعاطي مع الأزمة العميقة الحالية. كما نعاهدكم بالاستمساك باللحمة المجتمعية المصرية التاريخية والتصدي لكل عمليات ومحاولات تمزيقها، وذلك عن طريق المبادرات والحملات الهادفة لتكريس المصالحة المجتمعية؛ كما نعاهدكم باستمرار العمل على هزيمة الاستقطاب السياسي والصراع الأيديولوجي وذلك لتحقيق الاصطفاف الوطني فهو خيارنا الاستراتيجي لإنقاذ البلاد من الأوضاع السياسية الخطيرة التي تمر بها والعمل على بناء دولة العدل التي تستوعب الجميع دون إقصاء أو تهميش".

دلالات