قالت مصادر حقوقية مصرية، إنّ قوات الأمن المصرية، ألقت القبض على والدة ضحية التعذيب في قسم شرطة المنيب بمحافظة الجيزة، وعلى أشقائه وأقاربه وعدد كبير من الجيران.
وأوضحت المصادر، أنّ قوات الأمن احتجزت والدة الشاب المتوفى بقسم المنيب إسلام الأسترالي، الذي أثارت وفاته، مساء الإثنين، احتجاجات اندلعت في محيط نقطة شرطة المنيب بمحافظة الجيزة، تنديدًا بتعذيبه حتى الموت.
وكشف مصدر بالطب الشرعي، لصفحة "صوت الزنزانة" الحقوقية، أنّ المعاينة المبدئية للجثمان أثبتت إصابته بكدمات متفرقة في أنحاء الجسم.
وأفاد شهود عيان، بتواجد أمني مكثف في محيط منزل العائلة، والذي تمركزت أمامه عربة أمن مركزي ومدرعة تابعة للشرطة.
في المقابل، تباشر النيابة العامة المصرية، التحقيق في الواقعة.
وطبقًا لبيان رسمي، تلقت النيابة العامة إخطارًا من الشرطة ظهيرةَ يوم الرابع من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، بوقوع شجار بين طرفين (أربعة مقابل اثنين) بالحجارة وأسلحة بيضاء وأدوات بشارع المدبح، بمنطقة المنيب، بمحافظة الجيزة؛ أسفر عن وقوع إصابات بين المجموعتين ووفاة واحد من بينهم، وقد اتهمت والدة وشقيقة المتوفى أفراد الشرطة الذين ألقوا القبض عليه في الشجار بقتله.
وعلى ذلك انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الحادث لمعاينته وسؤال شهود الواقعة، فتوصلت إلى خمسة شهود عليها وتحفظت على محتوى تسجيل كاميرات مراقبة مثبتة بمحلات مطلَّة على جانب من مسرح الواقعة، كما ناظرت النيابة العامة جثمان المتوفى بمستشفى "أم المصريين" فتبينت سحجات بأماكن متفرقة من جسده.
وكانت النيابة العامة قد انتدبت الطبيب الشرعي، لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفى بيانًا لسبب الوفاة وكيفية حدوثها، وما إذا كانت متصورة الوقوع وفق التصوير الوارد بأقوال الشهود والمتشاجرين بالتحقيقات، والتي يجري استكمالها، ومن ثَمَّ الإعلان عنها فور انتهائها.
وفجر الثلاثاء الماضي، تظاهر مئات المواطنين المصريين أمام قسم شرطة المنيب، بمحافظة الجيزة، احتجاجًا على مقتل شاب داخل قسم الشرطة، جراء التعذيب، بعد أيام من القبض عليه.
وحسب ما ظهر من مقاطع الفيديو "الحية" التي بثها متظاهرون من أمام قسم الشرطة، فقد ساد هتاف "الداخلية بلطجية"، أحد أشهر الهتافات المنددة ببطش وزارة الداخلية المصرية، منذ سنوات سبقت اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وطبقًا للرواية المتداولة، بشأن الحادثة، فقد توفي الشاب على يد أمين شرطة داخل القسم، وكان قد ألقي القبض على هذا الشاب، السبت الماضي، إثر اعتراضه على إتلاف أمين الشرطة لمحتويات محله، قبل مرور محافظ القاهرة بيوم، فتطور الأمر لأن اعتدى عليه واقتاده أمين الشرطة إلى القسم، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الساعات الأخيرة من مساء الإثنين الماضي.
بينما نفى مصدر أمني، في تصريح نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ما وصفه بـ"ادعاءات تظاهر عدد من المواطنين بمنطقة المنيب بمحافظة الجيزة احتجاجاً على وفاة شاب إثر تعرضه للاعتداء من قِبل أحد ضباط الشرطة"، وأن "حقيقة الواقعة تتمثل فى حدوث مشاجرة بمنطقة المنيب بين طرفين بسبب وجود خلافات مالية بين اثنين من أطراف المشاجرة، تدخل إثرها باقي أطراف المشاجرة وتعدوا على بعضهم بالضرب، وتم ضبطهم، ونتج عن المشاجرة إصابة أحدهم بحالة إعياء وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج وتوفي أثناء تلقيه العلاج إثر إصابته بأزمة قلبية، وأنه بسؤال شقيقة لم يتهم أحد بالتسبب فى وفاته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة".