تمكنت أجهزة الأمن المصرية، من ضبط 28 تاجراً من أباطرة المخدرات اليوم الأربعاء، في حملة أمنية بمحافظة الجيزة، بحوزتهم 1950 غرام حشيش، ونصف كيلو من مخدر البانجو، و190 قرصاً مخدراً، و200 غرام من مخدر الأستروكس. وبمواجهة المتهمين المضبوطين اعترفوا بحيازتهم المواد المخدرة للاتجار بها، وترويجها على عملائهم، كما ضبط بحوزتهم مبالغ مالية، اعترفوا بأنها من حصيلة بيع المضبوطات.
وتشهد مصر خلال السنوات الأخيرة، انتشاراً كبيراً لتعاطي المواد المخدرة بأنواعها المختلفة، خاصة بين الشباب، كما وصلت نسب الإدمان إلى مستويات غير مسبوقة، في وقت ينتشر تجار المخدرات في الكثير من الأحياء والقرى المصرية كنوع من تجارة الكيف لربحها السريع والكبير، وأصبح من غير المستغرب أن تجد تجار المخدرات في الشوارع يبيعون المواد المخدرة لزبائنهم بشكل علني.
ويرى عدد من الخبراء والمسؤولين أن انتشار المواد المخدرة بأشكالها المختلفة في مصر، يمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي للبلاد، ويستنزف جزءًا كبيرًا من دخل المواطن، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على الصحة العامة، لكون أن الكيف يُفقد المتعاطين التركيز والإدراك.
وقال الخبير الأمني اللواء ممدوح عبد القادر، إن مصر تعد من أكثر الدول العربية استهلاكاً للمواد المخدرة، ويصل أعداد المتعاطين فيها إلى أرقام كبيرة جداً معظمهم من الشباب ومن خريجي الجامعات، ويتسبب التعاطي في الكثير من الأمراض النفسية والعقلية، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الحوادث داخل المحافظات المصرية، حيث إن نسبة الجريمة ارتفعت داخل البلاد بسبب الكيف، فضلاً عن المشكلات الاجتماعية الأسرية التي زادت عن حدها أخيراً، مما أدى إلى التوسع في إنشاء المصحات العلاجية، وهو ما يتطلب ضرورة وجود تشريعات جديدة لمواجهة تجارة المخدرات داخل البلاد، التي زادت بطريقة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف اللواء عبد القادر، أن تنوع تجارة المخدرات يؤكد تغلغلها داخل المجتمع المصري، التي من أخطرها "لأستروكس" الذي يؤدي إلى الموت المفاجئ، مشيرا إلى أن سعره الرخيص، نتيجة أن تركيبته من نباتات وأدوية، جعلته ينتشر بشدة، خاصة في أوساط الطبقة الفقيرة.
ويرى الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتور سيد إمام، أن زيادة أعداد متعاطي المواد المخدرة التي تصل إلى الملايين، تؤكد حالة اليأس والإحباط التي تواجه عددا كبيرا من المجتمع، على رأس هؤلاء الشباب، لافتاً إلى أن من أهم أسباب انتشار تعاطي المخدرات فقدان الأمل بين المواطنين، خاصة بين المراهقين بسبب تدهور النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية بالدولة تقع على عاتقها مسؤوليات تجاه المواطنين بحمايتهم من تجار الكيف، كما يجب عمل مبادرات وحملات توعية ضد خطورة المخدرات وأضرارها على صحة الإنسان.