قال حنيش "النهارده أول مرة أطلع من زيارة في سجن العقرب، وأخرج مبسوط إلى حد ما-حتى لو إني اتلطعت حوالي 6 ساعات عشان زياره 15 دقيقة- النهارده كانت أول مرة أشوف بعيني نتيجة لمجهود قام بيه الكثيرين للضغط على الداخلية لتحسين ظروف سجن العقرب".
ويضيف المحامي الحقوقي أن الزيارة استغرقت من 15 إلى 25 دقيقة، تضمنت مصافحة باليد وبدون حواجز. وأشار إلى سماح سلطات السجن بإدخال "أكل وتمر وعسل وسجادة صلاة وفاكهة، ليس بكميات كبيرة، ولكنها دخلت رغم ما أفسدها من إجراءات تفتيش".
"النهارده أنا شفت نتيجة الحملات اللي قام بيها الكثيرين لتحسين ظروف المسجونين، وحبيت أنقلهم هذا التحسن عشان أقولهم مجهودكم أتى بثماره.. وأفكركم بإن المعركة والضغط مستمرين حتى إغلاق هذا السجن سيئ السمعة"، أنهى حنيش شهادته، التي أكد من خلالها أن الزيارات الاعتيادية –مرة واحدة في الأسبوع-أصبحت تتم دون الحصول على إذن مسبق من النيابة.
وكان عشرات المعتقلين بسجن العقرب قد أعلنوا دخولهم في إضرابهم مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"التصفية بدون رصاص" التي يتعرضون لها يومياً ومنذ أعوام.
اقرأ أيضاً: "الأفريقية" تمهل السيسي أسبوعين لوقف تعذيب معتقلي "العقرب"
البداية كانت يوم 24 فبراير/شباط الجاري، عندما بدأ القياديون بالجماعة، جهاد الحداد ومحمود البربري وعصام سلطان إضرابهم المفتوح عن الطعام، وردت إدارة السجن بمنع 60 أسرة من الزيارة يومها، وفي اليوم التالي انضم لهم أحمد عبد العاطي.
يوم 27 فبراير الجاري، نُقل الصحافي المصري المعتقل بسجن العقرب هشام جعفر إلى المستشفى، فانضم للإضراب باقي الصحافيين وهم مجدي حسين، وهاني صلاح الدين، وأحمد سبيع، وحسن قباني، ووليد شلبي، وأحمد صالح، ومحمد نوارج، وحسام السيد. وانضم للإضراب أيضا كل من خالد سحلوب، وسامح الشربيني، وعبد الله نادر، وعبد الله كرم داوود، ومحمد الظواهري، وإسماعيل عبد القادر إبراهيم، ونبيل عبد المنعم الشحات.
ورفع الجميع مطالب "استقلال مصلحة السجون وعدم انحيازها لصف السلطة وخرقها للقانون بلا خوف من مساءلة، وإنهاء حالة القتل البطيء بالحصار الطبي للمعتقلين ومنع العلاج والأدوية والتريّض وهي حقوق يكفلها لهم القانون، وإزالة الحاجز الزجاجي في الزيارة وإطالة مدة الزيارة إلى ساعة (بموجب القانون) والسماح بإدخال لوازم الحياة الضرورية إليهم، وإنهاء سياسة التجويع بمنع دخول أية أطعمة من الخارج، وإجبار المعتقلين على شراء طعام السجن غير الصحي وأحياناً الفاسد، ومساواة سجن العقرب بباقي السجون".
وسجن العقرب الذي يعرف بـ"غوانتانامو مصر"، سجن شديد الحراسة يقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة. محاط بسور يرتفع سبعة أمتار وببوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.
اقترح فكرة سلسلة السجون شديدة الحراسة، مجموعة من ضباط الشرطة المصريين، عقب عودتهم من بعثة تدريبية في الولايات المتحدة الأميركية، واعتبرتها وزارة الداخلية المصرية حينها، فكرة خلاقة وكافية لسد ما اعتبرته "عجزاً في سياستها مع الجماعات المسلحة بشكل خاص".
ومات العشرات في سجن العقرب شديد الحراسة، آخرهم كان محمد السعيد، المتهم بقضية أنصار بيت المقدس، الذي توفي في زنزانته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي نتيجة الإهمال الطبي. وسبقه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن.
اقرأ أيضاً: مصر: اختفاء الظواهري بعد ترحيله من سجن العقرب