وفي الفترة من 14 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، ظل متولي مختفياً حتى ظهوره في نيابة أمن الدولة العليا، مُتَّهماً على ذمة قضية جديدة بالاتهامات نفسها التي وجهت إليه في القضية الأولى.
وقال المحامي في التحقيقات إنه تعرض للتعذيب على يد الضابط رئيس مباحث الأمن الوطني في محافظة كفر الشيخ، وطالب بعرضه على الطب الشرعي والتحقيق مع الضابط المتهم، وهو ما لم يحدث.
وتقدم متولي بشكوى للأمن الوطني، ذكر خلالها الأضرار الصحية التي وقعت له خلال فترة الاختفاء والتعذيب، من بينها زيادة تضخم البروستاتا وضعف الإبصار وزيادة التهاب الأعصاب.
ويواجه متولي في القضية رقم 1470 لسنة 2019 حصر أمن دولة، اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعاني متولي من تضخم البروستاتا، والتهاب المفاصل، وبينما طلب منه الطبيب أن يستخدم المياه الساخنة، لكنّ السجن يمنعه من ذلك، وينام على الأرض في رطوبة عالية، ما يشكل خطراً على صحته.
يذكر أن هذه القضية هي الثانية للمحامي إبراهيم متولي، بعد إخلاء سبيله على ذمة اتهامه في قضية أخرى، إلا أنه اختفى لفترة وظهر بعدها متهماً في هذه القضية.
ووجد متولي نفسه متهماً على ذمة القضية 1470 لسنة 2019 حصر أمن دولة، بالانضمام إلى جماعة إرهابية وارتكاب جرائم تمويل الإرهاب، بعد يومين من قرار من النيابة في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بإخلاء سبيله على ذمة القضية رقم 900 لسنة 2017 حصر أمن دولة. وظل المحامي الحقوقي في يد الأمن منذ قرار إخلاء السبيل وحتى مثوله للتحقيق على ذمة القضية الجديدة.
وكانت قوات الأمن المصرية، قد ألقت القبض على إبراهيم متولي من مطار القاهرة واقتيد إلى مقر الأمن الوطني في العباسية يوم 10 سبتمبر/ أيلول 2017، حيث كان متوجهاً إلى جنيف للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث كان قد أعد ملفاً كاملاً عن قضية الاختفاء القسري في مصر لعرضه على مجموعة عمل دولية تناقش القضية.
وقد تعرض إبراهيم متولي للاختفاء القسري بعد القبض عليه لمدة ثلاثة أيام، ظهر بعدها في نيابة أمن الدولة يوم 13 سبتمبر/ أيلول 2017، وتعرض أيضاً للتعذيب وكهربته في أماكن متفرقة من جسده وتجريده من ملابسه وسكب مياه باردة على جسده. وقد وجهت نيابة أمن الدولة إلى إبراهيم اتهامات بتأسيس وتولي قيادة جماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون، ونشر أخبار كاذبة وإشاعتها، والتواصل مع جهات أجنبية خارجية لدعمه في نشر أفكار الجماعة في القضية رقم 900 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا.
وتعرض للتعذيب ثانية في فترة اختفائه القسري قبل ظهوره مجدداً على ذمة القضية 1470 لسنة 2019، وما زالت النيابة ترفض التحقيق في وقائع تعذيبه.
وإبراهيم متولي محامٍ ومؤسس رابطة أهالي المختفين قسرياً. ويعود تأسيس هذه الرابطة إلى عام 2013 حين كان عمرو، نجل إبراهيم متولي، مشاركاً في اعتصام مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي في رابعة العدوية. وفي يوم 14 أغسطس/ آب 2013، وبعد فضّ الاعتصام ذهب إبراهيم متولي للبحث عن ابنه ولم يجده.
ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة إبراهيم للبحث عن ابنه في جميع المستشفيات والأقسام والسجون. وفي أثناء بحثه، قابل مجموعة من الأشخاص الذين يبحثون عن ذويهم المفقودين في أحداث مشابهة، ومن ثم قرر تكوين رابطة أهالي المختفين قسرياً لمساعدة بعضهم بعضاً في البحث عن ذويهم وتقصي أي معلومات عن أماكن وجودهم.