في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً، بالعفو عن 100 من النشطاء السياسيين، الصادرة ضدهم أحكام قضائية بالسجن لفترات زمنية متفاوتة قبل سفره إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حرمت وزارة الداخلية السجناء في سجن العقرب شديد الحراسة، الواقع في منطقة سجون طره جنوب القاهرة، من زيارتين استثنائيتين قررتهما الوزارة للسجناء في مصر بمناسبة عيد الأضحى.
ويعاني سجناء العقرب من تعنّت إدارة سجون طره معهم، إذ تم إيداعهم في زنازين انفرادية لا تدخلها الشمس، كما تم تجريد الزنازين من كافة الأغراض الشخصية والأسرّة، وتم منع الدواء عن المرضى منهم، ما تسبّب في عدد من الوفيات بين السجناء السياسيين الذين يتواجد عدد كبير منهم في السجن من مختلف الأحزاب والحركات الرافضة للانقلاب في مصر.
وفي هذا الإطار، كشفت الحقوقية والقيادية في جماعة "الإخوان المسلمين"، هدى عبد المنعم، عن تعرّض مرشد الجماعة محمد بديع، والقيادي محمد البلتاجي، وعضو مكتب الإرشاد محمد وهدان، للاعتداء بالضرب من قِبل أحد عمداء الشرطة، موضحة أن البلتاجي "كان صائماً خلال جلسة محاكمته في المحكمة العسكرية يوم السبت الماضي، وقبيل أذان المغرب كان يمسك بيده كوب ماء استعداداً لشربه مع الأذان، فقام عميد الشرطة المكلف بمأمورية نقلهم من سجن العقرب وحتى قاعة المحكمة، بضربه وإلقاء كوب الماء حتى لا يفطر عليه".
وتابعت: "تدخّل بديع وقال له لمَ هذا؟ ألست مسلماً؟ فقال أنا مسلم، فرد عليه بديع قائلاً له هل المسلم يمنع مسلماً من أن يفطر؟"، مضيفة "فإذا به يضرب بديع وهو مكبل اليدين في جنبه وصدره وبطنه، ويقوم بدفعه على وجهه داخل سيارة الترحيلات، وحينما تدخّل وهدان قام عميد الشرطة بإصابته في كتفه". وانتقدت عبد المنعم حالة حقوق الإنسان في مصر، قائلة "ماذا بقي لحقوق الإنسان في مصر، وأي قانون وأي عدالة؟".
اقرأ أيضاً: "ألكتراز العقرب": شهادات عن مقبرة مصرية بهيئة سجن
من جهته، أعلن نجل مرشد "الإخوان" بلال محمد بديع، في تصريح مقتضب، أنهم تقدّموا بشكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان، طالبوا فيها بالتحقيق في الواقعة مع المسؤول الأمني الذي أقدم على التعامل بشكل غير إنساني مع والده الذي تجاوز السبعين من العمر.
وأشار عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (الحكومي)، محمد عبد القدوس، إلى تلقيه شكوى من أسرة بديع، قائلاً في تصريحات صحافية، إنه عقب إجازة عيد الأضحى سيتقدم المجلس بالشكوى لوزارة الداخلية، مؤكداً أن "ما حدث أمر مخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية".
كما أوضح عضو في فريق الدفاع عن بديع وقيادات "الإخوان"، أنهم سيتقدّمون ببلاغ، للنائب العام ضد عميد الشرطة، الذي اعتدى على مرشد الجماعة بالضرب، وأصاب وهدان بجرح قطعي في كتفه، للتحقيق في الواقعة.
من جهة أخرى، قالت زوجة أحد قيادات "الإخوان" في سجن العقرب، رفضت الكشف عن هويتها، إنها "حاولت بعد سماع أخبار عن سماح السلطات بزيارتين استثنائيتين للسجناء في مصر، أن تقوم بزيارة زوجها، قبل أن تُفاجأ بأن المعتقلين في العقرب محرومون من هذه الزيارات"، مضيفة أن "المحامين أبلغونا بعد الاستفسار من إدارة السجون أن سجن العقرب لا تسري عليه الزيارات الاستثنائية، وأن أي زيارة لا بد لها من إذن مسبق من النيابة التابعين لها".
في المقابل، قال شقيق سجين آخر، رفض ذكر اسمه: "لا أدري إن كان حرماننا من الزيارة الاستثنائية أمرا جيدا أم سيئا، فنحن نخرج من هناك في حالة لا يعلم بها إلا الله، نظراً لما نراه من حالة السجناء الصحية المتدهورة، والوضع غير الإنساني الذي يعيشون فيه"، مضيفاً "كنا نريد أن نصطحب أبناء شقيقي في الزيارة حتى لا يُحرموا من رؤية والدهم المسجون حتى اليوم احتياطياً، ولكن للأسف منعوا الزيارة في العيد".
يأتي هذا في الوقت الذي شهد فيه ثاني أيام العيد وفاة المعتقل عماد حسن من مدينة 15 مايو في حلوان بسجن العقرب، نتيجة الإهمال الطبي ومنع الأدوية عنه، من جانب إدارة السجن، بعدما أصيب بسرطان المعدة خلال فترة تواجده بالسجن، في وقت رفضت فيه إدارة السجن السماح إجراء عملية جراحية، سواء داخل مستشفى السجن أو نقله لمستشفى خارجي.
اقرأ أيضاً: مساعد الرئيس المصري السابق: قتل طبي ممنهج بسجن العقرب