بدأت القوات المسلحة المصرية مناورات عسكرية شاملة بالمنطقة الغربية المتاخمة للحدود مع ليبيا، وذلك رداً على تهديدات من جانب حكومة "الوفاق" الليبية وتركيا بالحشد لتحرير مدينة سرت الاستراتيجية، والجفرة.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ "مشروع الحرب" الذي بدأه الجيش المصري، في ساعة مبكرة من صباح الخميس، يأتي رداً على إعلان تركيا إجراء مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتشارك في "مشروع الحرب" الذي بدأه الجيش المصري، حاملة المروحيات "ميسترال" وعدد من الفرقاطات القتالية، ومقاتلات "رافال" و"أف16"، إضافةً إلى قوات الدفاع الجوي، التي تُظهر مدى قدرة الجيش المصري على صدّ أي هجمات جوية تستهدف الأراضي والمصالح المصرية، والمصالح الإماراتية في الشرق الليبي، على حد تعبير مصدر خاص تحدث لـ"العربي الجديد".
وتعد المنطقة الغربية العسكرية إحدى المناطق الأربع العسكرية للقوات المسلحة المصرية، ويقع مقرها بمحافظة مرسى مطروح، وتنفذ تشكيلاتها مشروع حرب تدريبياً سنوياً تحت مسمى "مناورات رعد".
وتضم المنطقة الغربية قاعدة "محمد نجيب"، التي تعد ضمن أكبر القواعد العسكرية في المنطقة، كما تضم قاعدة براني الجوية، وكذا قاعدة جرجوب البحرية المتاخمة للحدود الليبية، والتي دشنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيراً، خلال تفقده الاصطفاف العسكري لعناصر المنطقة الغربية، نهاية يونيو/حزيران الماضي، إضافة إلى مطار حباطة العسكري، والذي انطلقت منه المقاتلات الإماراتية التي نفذت الضربة الجوية على قاعدة الوطية الخاضعة لسيطرة قوات حكومة "الوفاق" الليبية، مطلع الأسبوع الجاري، بحسب ما كشفته مصادر رفيعة المستوى لـ"العربي الجديد".
وينسق النظام المصري بشكل واسع مع حكام الإمارات بشأن الأوضاع في ليبيا، في وقتٍ تمارس فيه كل من الإمارات والسعودية ضغوطاً كبيرة على السيسي لخوض حرب واسعة ضد تركيا على الأراضي الليبية.
وكان السيسي قد حدد، خلال كلمة له أمام قوات المنطقة الغربية، في20 يونيو/ حزيران الماضي، (سرت –الجفرة) كخط أحمر أمام قوات حكومة "الوفاق" المدعومة من تركيا، محذراً من أنّ الجيش المصري سيتدخل بشكل مباشر في الأراضي الليبية، وفق قوله، حال تجاوز ذلك الخط، كما أعلن استعداده لتسليح وتدريب أبناء القبائل الليبية لمواجهة قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
وأضاف السيسي أنّ "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي (مجلس النواب الليبي)".
من جانبه، كشف مصدر ميداني ليبي عن وصول فرقاطة الصواريخ التركية "Class-G" للسواحل الليبية، فجر الخميس، مضيفاً أن المدمرة التركية المتطورة، بإمكانها حمل وإطلاق نوعيات متطورة من الصواريخ الشبحية، سطح أرض، والتي يصل مداها لنحو 300 كيلو متر.
وأعلنت القوات البحرية التركية أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة 3 مناطق بالسواحل الليبية، بحيث تكون بمثابة تدريب تحسباً لاندلاع أي حرب في شرق المتوسط.
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام تركية، فإنّ المناورات البحرية ستجري في المياه الدولية بمشاركة 17 طائرة حربية و8 قطع بحرية، بهدف تجهيز القوات للسيطرة على المنطقة جواً وبحراً.
ويأتي الإعلان عن هذه المناورات بعد أيام قليلة من زيارة قائد القوات البحرية التركية، الأدميرال عدنان أوزبال، إلى العاصمة الليبية طرابلس، إلى جانب وزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس أركان الجيش التركي.
وتمتلك تركيا أسطولاً ضخماً من مقاتلات "أف 16" يتضمن نحو 270 مقاتلة ذات قدرات مختلفة من الطراز نفسه، كما يمتلك الجيش التركي سبع طائرات تزود بالوقود من طراز "KC-135R" ذات الإمكانيات الكبيرة، و4 طائرات بعيدة المدى للرصد الراداري والتحكم من طراز "E-7T".
وكانت القوات التركية قد نفذت مناورة بحرية وجوية خاطفة قبالة السواحل الليبية عقب تحرير قوات حكومة "الوفاق" لمدينة ترهونة، آخر نقاط وجود مليشيات شرق ليبيا في الغرب بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتحرير الغرب الليبي بالكامل.