شددت وزارة الطيران المدني المصرية من إجراءاتها الأمنية في المطارات المختلفة، عقب الكشف عن قنبلتين في مطار القاهرة الدولي شرق العاصمة أمس، ما أثار مخاوف من إمكانية تضرر قطاع السياحة والطيران في البلد، الذي يشهد ضغوطا اقتصادية، بسبب استمرار الاضطرابات الأمنية والسياسية.
وقال مصدر مسؤول في الشركة القابضة للمطارات المصرية (حكومية)، إن شركته طلبت من وزارة الداخلية تكثيف الإجراءات الأمنية في مطارات: القاهرة، وشرم الشيخ شمال شرق البلاد، والغردقة (شرق)، والأقصر في الجنوب، باعتبارها أكبر المطارات المستقبلة للحركة السياحية في مصر.
وأضاف المسؤول، في تصريحات هاتفية مع مراسل "العربي الجديد"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن حركة الطيران الوافدة إلى المطارات الأربعة طبيعية، إلا أن نسب الامتلاء على الطائرات الوافدة تتراوح بين 40% 50%.
وبحسب المسؤول، فإن مطار القاهرة الدولي، يعد أكبر المطارات المصرية. وانخفضت حركة السفر خلال العام المالي الماضي المنتهي في يونيو/حزيران 2014 إلى 15 مليون راكب، مقابل 16 مليونا في العام السابق عليه. وقال "سيكون من شآن وقوع انفجار في أحد المطارات وقف كثير من الشركات الأجنبية لرحلاتها إلى مصر".
وتراجعت أرباح الشركة المصرية للمطارات، خلال العام المالي الماضي، إلى 630 مليون جنيه (82.6 مليون دولار)، بانخفاض 21% عن العام المالي المنتهي في يونيو/حزيران 2013.
وبحسب المسؤول في الشركة القابضة للمطارات، فإن "الاستقرار الأمني عامل مهم في نمو الأرباح خلال العام الجاري، والوصول بها إلى 800 مليون جنيه (104.9 ملايين دولار)". وأضاف "نسعى إلى تحسن في أعداد الوافدين السياحيين خلال العام الجاري، ونتوقع أن يصل عدد ركاب المطار إلى 17 مليوناً، لكن الأمر يتوقف على الاستقرار الأمني".
وقال وجدي الكرداني، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية لـ"العربي الجديد"، إن وقوع تفجيرات في مناطق مختلفة خلال الفترة الماضية، واكتشالف قنابل في المطارات المصرية، وانتشار أعمال العنف، يسيء إلى سمعة السياحة المصرية في الخارج.
وأعلنت السلطات الأمنية في مصر، أمس، عن العثور على قنبلتين في مطار القاهرة. كما قام مجهولون بإضرام النيران في ترام بالإسكندرية شمال البلاد من دون وقوع إصابات بشرية، وانفجار عبوة ناسفة في رفح (شمال شرق) بدون وقوع إصابات، وتفكيك أخرى في العريش في شمال سيناء، وكذلك انفجار قنبلة بدائية الصنع بالقرب من ميدان طلعت حرب وسط القاهرة، من دون وقوع إصابات.
ويتخوف العاملون في القطاع السياحي من تعرض القطاع إلى مزيد من الضغوط، بسبب الاضطرابات الأمنية، فضلا عن تأثر قدرة مصر على إقناع المستثمرين بضخ استثمارات خلال مؤتمر دولي في مارس/آذار المقبل.
وحسب عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، فإن الإشغالات في العاصمة المصرية ضعيفة بالأساس، وتتراوح بين 20 و22%، بينما الطاقة الاستيعابية تبلغ 30 ألف غرفة.
وقال هشام علي، رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء، إن مدينة شرم الشيخ تستعد لاستقبال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بداية مارس/آذار.
وقال رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي، سامي محمود، إن الفترة المقبلة ستشهد العديد من الفعاليات والتسويق في الأسواق الرئيسية، خاصة في أوروبا كسوق قديم، وشرق وجنوب آسيا كأسواق الجديدة.
وقتل 30 جندياً مصرياً، إثر تعرض نقاط أمنية لهجوم من جماعة أنصار بيت المقدس الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وكان وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، قد ذكر مؤخراً أن التفجيرات التي تتعرض لها مصر تعرقل مساعي القطاع باستعادة التعافي خلال العام الجاري.