رضخ حزب "الوفد" المصري لضغوط الأجهزة الاستخباراتية بشأن الدفع بمرشح حتى لا يخوض الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية وحيداً، الأمر الذي يذكّر بانتخاب رئيس حزب "الأمة" الراحل، أحمد الصباحي، لمنافسه في انتخابات الرئاسة للعام 2005، الرئيس المخلوع حسني مبارك.
واستدعى رئيس "الوفد"، السيد البدوي، عدداً من قيادته، اليوم الخميس، إلى اجتماع طارئ بمسكنه بمدينة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة، انتهى إلى الاستجابة لقرار الدفع بمرشح رئاسي في مواجهة الرئيس الحالي، عقب أيام قليلة من إعلان الحزب، في مؤتمر رسمي، دعم الأخير في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل.
وصرحت مصادر داخل الحزب أن الاجتماع الذي حضره وكيل البرلمان، سليمان وهدان،
استقر على أسماء ثلاث شخصيات للاختيار من بينها، وإعلان الاسم النهائي في مؤتمر صحافي، بعد غد السبت، بعد الحصول على تزكيات من 20 نائباً، وهي رئيس الحزب، والمتحدث باسم الهيئة البرلمانية، النائب محمد فؤاد، وعضو هيئته العليا، هاني سري الدين.
الطريف أن جميع أعضاء البرلمان عن الحزب (36 نائباً) وقعوا على إقرارات تزكية للسيسي، لإظهار موالاتهم للنظام، إذ لم يتوقعوا أن يجبر الأخير جميع منافسيه على الانسحاب، وبالتالي فالحزب مطالب بإقناع 20 نائباً ممن لم يزكوا السيسي بدعم مرشحه، والبالغ عددهم 59 نائباً، وذلك قبل إقفال باب الترشح من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات ظهر الإثنين المقبل.
وخلال الساعات الماضية، دشنت اللجان الإلكترونية التابعة للسيسي وسم "#أين_حزب_الوفد_من_انتخابات_الرئاسة" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بالتزامن مع حملة ممنهجة من الأخبار والتقارير على بعض المواقع الإخبارية لدفع حزب الوفد للترشح، بدعوى أنه من أقدم الأحزاب، ويمتد تاريخه "العريق" في الحياة السياسية المصرية.
وبالتزامن، كتب الإعلامي تامر عبد المنعم، على حسابه بموقع "تويتر": "أين حزب الوفد من انتخابات الرئاسة؟ هل لدينا أعرق من هذا الحزب للمنافسة على منصب رئيس مصر؟"، فيما قال البرلماني مصطفى بكري: "حرصاً على التجربة الديمقراطية، أين حزب الوفد من الانتخابات الرئاسية؟ هل عجز عن تقديم مرشح للانتخابات؟!".
وفي 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، أفاد رئيس حزب الوفد، في مؤتمر صحافي، بأن الحزب لن يرشح أي عضو من أعضائه في انتخابات الرئاسة المصرية، عازياً إعلان دعم السيسي إلى "تبني الحزب قرارات تهدف لصالح الوطن، والمواطن، ومصلحة الشعب، بعيداً عن التحزب، والنظريات الضيقة"، علاوة على "استكمال ما تحقق من إنجازات في فترة ولايته الثانية".