فوجئ أعضاء هيئة التدريس في مصر، خلال أسبوع واحد، بحلّ مجلسَي إدارة ناديَي تدريس جامعتَي الإسكندريّة والسويس المنتخبَين. وجاء ذلك عقب مواقف أصدرها المجلسان، تدعم استقلال الجامعة وترفض اعتقال أساتذتها.
وعبّر الأساتذة عن غضبهم من قرار محافظ الإسماعيليّة، اللواء أحمد القصاص، بحلّ مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس في جامعة قناة السويس المنتخب، وتعيين مفوّض لإدارة شؤون النادي في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، بالإضافة إلى تشكيل لجنة ثلاثيّة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل دعوة الجمعيّة العموميّة للانعقاد وانتخاب مجلس إدارة جديد خلال 60 يوماً.
أما في الإسكندرية، فقد أصدرت هيئة الشؤون الاجتماعيّة قراراً بحلّ نادي الجامعة، بعد أن اعتبرت أن النادي وكّل محامياً لمتابعة قضيّة الأعضاء المقبوض عليهم، وصرف أتعاب المحاماة من أموال النادي.
وتعقيباً على القرار، قال رئيس نادي تدريس جامعة الإسكندريّة، عمر السباخي، لـ"العربي الجديد" إن النادي لم يتسلّم قرار العزل، واعتبر ذلك "مثالاً لتربّص الشؤون الاجتماعيّة، ومن ورائها الأجهزة الأمنيّة للنادي، بسبب مواقفه الداعمة لاستقلال الجامعة ومصالح الأساتذة".
وأوضح السباخي أن ثمّة 11 أستاذاً معتقلاً، والنادي كان يؤدي دوره وفقاً للائحته في الدفاع عنهم، ولم يهدر أية أموال، خصوصاً وأن من بين الأساتذة من قضى تسعة أشهر وراء القضبان من دون تهم محددة. وقال: "هذه حجة سخيفة، ولسنا نحن من نهدر الأموال العامة. قرار الشؤون بإلغاء انتخابات النادي، على الرغم من صرف الأخير نحو 20 ألف جنيه مصري كتكلفة خطابات مرسلة إلى أعضاء هيئة التدريس لإخطارهم بموعد اجتماع الجمعيّة العموميّة، هو ما يمثّل إهداراً للمال العام".
وأضاف أن "النادي يرفض سياسة اعتقال الأساتذة، لذلك يحاول البعض إلصاق تهمة الإرهاب بنا"، مشيراً إلى أن "كل من يختلف في الرأي مع النظام يُعد إرهابياً من وجهة نظر البعض".
ولفت السباخي إلى أن النادي سيطعن في هذا القرار فور صدوره، مشدداً على أنه "لن نترك زملاءنا المعتقلين، وسنتضامن معهم على اختلاف انتماءاتهم السياسيّة. ونعمل على الاتصال بأسرهم والاهتمام بحاجتهم لتلقي العلاج والمعاملة اللائقة، لأن هذا واجبنا الإنساني قبل أن يكون واجبنا المهني".
تجدر الإشارة إلى أنه كان لنادي تدريس جامعة الإسكندريّة مواقف ضد الإعلان الدستوري للرئيس المعزول، محمد مرسي، وقد دعم تظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013. وقال السباخي هنا "لا نسمح لأحد أن يزايد علينا، أو أن يتهمنا بالانتماء إلى جماعة الإخوان".
إلى ذلك، رفض النادي تعديلات قانون الجامعات الجديد، الذي يسمح بعزل الأستاذ الجامعي من دون سماع أقواله، بقرار من رئيس الجامعة.