ينتظر تجار مظلات الشواطئ في الإسكندرية (شمال مصر)، الصيف "على أحر من الجمر"، من أجل العودة إلى ممارسة نشاطهم بعد توقف طويل، حيث ترتبط هذه التجارة بارتفاع درجات الحرارة وإقبال المصطافين على الشواطئ.
ويقول محمد عبد الكريم، بائع شماسٍ (مظلات الشاطئ) وكراسٍ على شاطئ الهانوفيل بمنطقة العجمي في الإسكندرية (شمال مصر)، إن تجارة المظلات تتركز في فصل الصيف فقط والذي يبدأ في شهر مايو/ أيار وينتهي في شهر أغسطس/ آب من كل عام ويصيبها الركود باقي شهور العام.
ويوضح عبد الكريم، الذي يأتي من محافظة سوهاج (جنوب مصر)، كل صيف إلى الإسكندرية، أن وضع المصايف يزداد سوءاً في الفترة الأخيرة نتيجة التوترات السياسية
والأمنية التي تشهدها مصر على مدار أكثر من 4 أعوام منذ ثورة يناير عام 2011، وازدادت عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز عام 2013 والذي أطاح بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة.
ويشير عبد الكريم إلى زيادة معدلات التضخم والارتفاع المستمر لأسعار مختلف السلع والخدمات، خاصة خلال العامين الماضيين. وأضاف أن ارتفاع الأسعار لم يفلت المظلات التي ترتفع كل عام بقيمة تراوح بين جنيه و1.5 جنيه (الدولار = 7.64 جنيهات)، في ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية بمختلف القطاعات، ما أدى إلى تفاقم الأسعار.
وزادت معدلات التضخم في مصر إلى أكثر من 13%، حسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحكومي.
ويوضح عبد الكريم أنه يستأجر المظلات والكراسي من أحد أصحاب الكافتريات بالإسكندرية طوال موسم الصيف الذي يبدأ في شهر مايو الجاري، ليقوم بدوره بتأجيرها للمصطافين.
اقرأ أيضاً: سمسار العقارات.. مهنة يطاردها ركود السوق في مصر
ويقول عبد الكريم: "أبدأ يومي من الساعة السابعة صباحاً، وأنهي اليوم مع أذان المغرب، وذروة موسم الصيف في (شهر يوليو/ تموز)، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، حيث يزداد الإقبال على المصايف.
ويضيف أنه "في بداية الصيف ونهايته يكون إيجار المظلات أقل من فترة الذروة، مشيراً إلى انتعاش تجارة المظلات في الشواطئ المجانية بشكل أكبر، لأن الشواطئ الخاصة غالباً ما تكون مجهّزة بالأدوات اللازمة، مثل العوامات والكراسي وغيرها".
وتبدأ أسعار المظلات في بداية الموسم بأسعار تراوح بين 10 و12 جنيهاً (1.5 دولار) للمظلة الواحدة والأربعة مقاعد، وترتفع في ذروة الموسم إلى 25 جنيها (3.3 دولارات).
وأشار إلى أن متوسط دخله طوال فترة الصيف يراوح بين ألفي جنيه (262 دولاراً)، وثلاثة آلاف جنيه (390 دولاراً)، لكنه في الوقت نفسه يستمتع بالمصيف لوقت طويل ويهرب من حر الصعيد الخانق والانقطاع المستمر للكهرباء الذي بدأ منذ عامين، خاصة في فصل الصيف.
يضيف محمد، الذي يبلغ من العمر 35 عاماً، أنه يعمل بهذه التجارة منذ تخرجه من كلية الآداب عام 2003 بعد أن ورث هذه المهنة من عمه المتوفى منذ أربع سنوات، ويشير إلى أن تجارة المظلات لم تعد مربحة كثيراً كما كانت في السابق.
ويؤكد أنه "قبل الثورة كانت قيمة ما أحصل عليه من تجارتي في موسم الصيف أكبر مما
أحصل عليه الآن، بعد ارتفاع جميع الأسعار، سواء الملابس أو السلع الغذائية وغيرها".
ويوضح أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الصيف كلما ارتفعت المبيعات، وأن مهنته موسمية مرتبطة بالأحوال الجوية.
ويقول إن المظلة الخيزران (نوع من الخشب)، كان سعرها يراوح بين 110 و180 جنيها العام الماضي، ارتفعت إلى 250 جنيهاً العام الجاري، أما الخشب فارتفع سعره من 500 جنيه إلى 700 جنيه، بينما ارتفع سعر الكرسي من 20 جنيهاً إلى 25 و30 جنيهاً.
وأضاف أن الزيادة تؤثر على حاله الشراء والبيع، ويؤكد أن الموديلات ثابتة وكل ما يختلف في تصنيع المظلات هو اللون فقط. وتنقسم شواطئ الإسكندرية إلى ثلاثة أنواع، الأول شواطئ مميّزة، مثل المندرة وسيدي بشر وأبوهيف والسرايا، والثاني شواطئ الخدمة لمن يطلبها، ومنها العصافرة وميامي والأنفوشي، والثالث الشواطئ المجانية الشعبية، ومنها جليم والهانوفيل وشرق وغرب أبوتلات، وبها منافذ بيع للمشروبات والأطعمة تابعة للمحافظة وبأسعار مثيلاتها بالمحال التجارية.
وتتمتع الإسكندرية بطول ساحلها الذي يبلغ 40 كيلومتراً على البحر الأبيض المتوسط، وفيها أكثر من 40 شاطئاً، وطوال العقود الماضية، كانت الملاذ الأول لمئات آلاف الأسر الفقيرة والمتوسطة والغنية، لأنها الأرخص سعراً، بالمقارنة مع شواطئ أخرى على الساحل الشمالي أو البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً: عربات الفول.. ملاذ آلاف العاطلين في مصر