وعلى الرغم من أن الوقت أكثر إثباتاً لمقولة الوزير، إلا أن التصريح بهذه الصورة تسبب بردود فعل كبيرة، سواء على المواقع، أو منصات التواصل، فالمبررون لن يعدموا التفسيرات والتأويلات لكلام الوزير، وإن صرح بعضهم بتبجّح "وإيه يعني".
اللافت أن أشد رد على الوزير، كان ذكر بعض المراقبين لاسم الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية السابق، والذي رغم كونه مدنياً، كان الأنجح في منصبه، حسب شهادات أهل محافظته، والذي يبدو أن نجاح مدني في منصبه وتفوقه على اللواءات، هو ما كان المسمار الأخير في نعشه، لكن هذا لا يعني شيئاً عند المسؤولين، فكما قال بدر "الأولوية للجيش والشرطة".
ورغم أن كلام الوزير كان لأعضاء لجنة محور الإصلاح الإداري والنزاهة والشفافية، المنبثقة عن اللجنة الخاصة في مجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة، لكن لم يعترض النواب ولا رئيسهم على كلامه، ما يعني موافقتهم الضمنية عليه، وكما قال ناشطون "مايقدروش يعترضوا مالعسكر اللي جابوهم البرلمان".
منصات التواصل تلقفت تصريحات بدر، وسخرت منها بشدة، فقال أحمد: "زكي بدر:لا تمييز في تعيين المحافظين والأولوية لضباط الجيش والشرطة، على وزن انا مش عنصري لكن المسيحيين لازم يتولع فيهم"، وأضاف شوكت: "واضح أن ابن زكي بدر قد نسي الفلاتر الخاصة به في منزله".
وسخر حساب "كفاية عك" وقال: "وهنا بيحضرني المشهد من مسرحية 1980 وأنت طالع .. هو لازم أخش الكلية الحربية عشان أبقى محافظ ولا وزير"، وسخرت راوية: "الغريبة ان اللي بيتكلم نفسه مش عسكري ومصمم يطبل للعسكر".
وبعد الضجة التي أثارتها تصريحات الوزير، حاول تبريرها، وفي مداخلة هاتفية مع "الواد يوسف" -حسب تعبير قاله مسبقاً مدير مكتب السيسي عباس كامل- على فضائية "أون تي في"، أعطى بدر الفرصة لتبرير تصريحه، فقال إنه لم يكن يعني تمييز الضباط، ولكنهم الأكثر تفهماً وتلاؤماً مع المنصب الذي يفر منه المدنيون حسب كلامه.
وادعى بدر أن رجال الجيش والشرطة هم المعتادون على العمل لعشرين ساعة متواصلة، وهو ما يحمل هجوماً واضحاً على المدنيين، واتهاماً مبطناً لهم أنهم "مش بتوع شغل"، فوقع الوزير كما يقولون في فخ "جه يكحلها عماها".
يُذكر أن الوزير أحمد زكي بدر هو نجل وزير الداخلية الشهير زكي بدر، والذي تولى وزارة الداخلية المصرية في الفترة من 1986 إلى 1990، وكان معروفاً ببطشه بالمعارضين، وقام بالاعتداء على أحد نواب مجلس الشعب في واقعة شهيرة.