قضت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم السبت، بمعاقبة رئيس مجلس الشورى السابق – في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك – صفوت الشريف ونجله إيهاب (مخلى سبيله) بالسجن 5سنوات لكل منهما، ومعاقبه نجله أشرف (هارب) بالسجن 10 سنوات، مع تغريمهم مبلغ 209 ملايين و78 ألفا و454 جنيها ودفع مثل هذا المبلغ، وألزمتهم بالمصاريف الجنائية، وذلك على خلفية إدانتهم في قضية اتهامهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ في جني ثروات طائلة بطرق غير مشروعة.
وقالت هيئة الدفاع عن المتهمين في الجلسة الماضية، إن المحكمة وضعتهم خلال الجلسة قبل الماضية أمام خيارين، إما المصالحة، أو السير في الدعوى وبدء المرافعات، إلا أنه قرر بعد التشاور مع موكله عدم التصالح وبدء المرافعة.
وقال الدفاع ، إن القضية منسوخة من قضية أخرى، فالنيابة مصممة على أن "يدفع موكلي ونجلاه 600 مليون جنيه". وفي اتهام نجل صفوت الشريف في التربح عن طريق الشركة العربية للإعلام، قال إنه لا يملكها وقت توجيه الاتهام وكانت ملكه حتى 1995، ثم حفظت القضية والتي كانت ضد رجل الأعمال إيهاب طلعت.
كان جهاز الكسب غير المشروع، أحال المتهمين الثلاثة إلى محكمة الجنايات، لإتهامهم بتحقيق كسب غير مشروع قدره 300 مليون جنيه، وطالبهم الجهاز برد 600 مليون جنيه تمثل قيمة الكسب غير المشروع، وغرامة مساوية له، وأمر بسرعة ضبط المتهم الهارب أشرف صفوت الشريف وحبسه احتياطيًا على ذمة القضية، وفقا للأمر الصادر بهذا الشأن للشرطة الجنائية الدولية.
وكشفت التحقيقات، أن صفوت الشريف حقق كسبا غير مشروع قدره 300 مليون جنيه، وكان سبيله في تحقيق ذلك الكسب هو استغلاله مواقعه الوظيفية التي تولاها منذ أن كان رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات، مرورا برئاسته اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وأخيرا وزيرا للإعلام ورئيس مجلس الشورى.
وأظهرت التحقيقات أن من صور استغلال صفوت الشريف للوظيفة ملكيته للعديد من العقارات سواء أراض فضاء أو زراعية أو فيلات أو شقق سكنية في أماكن متعددة بأنحاء الجمهورية، وكانت معظمها مملوكة للدولة ولجهات عامة، وحصل عليها بأثمان بخسة.
كما تبين حصوله على مساحة أرض مميزة بالبحيرات المرة المسماة بـ "لسان الوزراء"، وأقام عليها مباني فاخرة محاطة بالحدائق، وساعده في ذلك محافظ الإسماعيلية الأسبق عبدالمنعم عمارة، وقيامه بإثبات تلك المساحة باسم زوجته، كما حصل على هدايا بلغت قيمتها 3 ملايين ونصف مليون جنيه من رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية لقاء بقائهم في مناصبهم.
وأسفرت التحقيقات عن استغلال صفوت الشريف لموقعه كوزير إعلام بأن منح أبناءه وشركاتهم التي تعمل في مجال الإنتاج الفني والإعلانات مميزات في التعاقد، ومنحهم ساعات مميزة حتى يستأثروا بالإعلانات، وحققوا من جراء ذلك ملايين الجنيهات من هذه الصفقة.
وخلصت التحقيقات إلى هذه النتيجة بعد التحري والفحص من جانب الجهات الرقابية وندب أهل الخبرة من خبراء وزارة العدل والجهاز المركزي للمحاسبات واتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعميد المعهد العالي للسينما، وذلك حتى يستقيم الدليل في الأوراق.
وطلب جهاز الكسب غير المشروع من محكمة الجنايات المختصة إدخال زوجته "إقبال عطيه حلبي" وكريمته "إيمان" لرد ما عاد عليهما من أموال جراء ارتكاب المتهم للجريمة وإلزامهم جميعا برد مبلغ 600 مليون جنيه شاملة مبلغ الكسب وغرامة مساوية لذلك المبلغ.