كشف مصدر حكومي مصري مطلع، أن قاعدة سيدي براني العسكرية، شمال غرب مصر، تم تخصيصها كمستودع للآليات والأجهزة التي تصل من روسيا ودول أخرى إلى مصر، لاستخدامها في مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، التي نفت الرئاسة المصرية ما تداولته وسائل إعلام روسية عن تأجيرها لروسيا. وتبعد الضبعة عن قاعدة سيدي براني، نحو ساعة عبر الطريق الذي يستخدمه الجيش المصري في التنقل عبر محافظة مطروح.
في هذا السياق، أوضح المصدر لـ"العربي الجديد"، أنه "تمّ اختيار القاعدة لهذه الوظيفة لقربها النسبي وسعتها، على أن يكون ذلك لفترة مؤقتة، لحين تجهيز مستودعات أقرب لمقر مشروع المحطة النووية". وأضاف أن "مصر تسلّمت بالفعل عدداً من الآليات الروسية، كما استوردت محطات جاهزة لتوليد الطاقة من ألمانيا للمساهمة في المشروع".
وأشار المصدر إلى أن "القاعدة العسكرية التي تضم أكبر مطار عسكري مصري غرب البلاد، ستُستخدم أيضاً خلال التدريبات المشتركة (حماة الصداقة 2016) التي تجريها مصر وروسيا بمنطقة العلمين، في أقصى شرق محافظة مطروح، وغرب مدينة الإسكندرية، من 15 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي إلى 26 منه".
وأصدر الجيش المصري بياناً، أمس الأربعاء، ذكر فيه أن "التدريب ستشارك فيه وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسية، وأنه سيتضمن تبادل الخبرات التدريبية لمهام الوحدات الخاصة بالأراضي الصحراوية، وتنفيذ أعمال الإسقاط الخفيف والمتوسط والثقيل للأفراد والمعدات والمركبات لعناصر مشتركة من الجانبين".
وأضاف البيان أن "القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية والروسية تعمل على الإعداد والتخطيط الجيد للأنشطة والأهداف التدريبية المخططة، وخلق بيئة غنية بالمهارات والتكتيكات الحديثة بما يساهم في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التدريب ونقل مهارات هيئات القيادة على تخطيط وإدارة العمليات بكفاءة عالية لتوحيد المفاهيم بين جميع القوات المشاركة وفقاً لأحدث النظم التدريبية الحديثة". وذكر أن "عناصر من وحدات المظلات المصرية وصلت إلى منطقة التدريب المشترك بالمنطقة الشمالية العسكرية، لتنفيذ قفزة تدريبية بواسطة أنواع مختلفة من الطائرات، استعداداً لتنفيذ التدريب المشترك مع القوات الروسية".
وعلمت "العربي الجديد" أن "مصر ستجرب في هذه التدريبات عدداً من الأسلحة الجديدة التي استوردتها من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، وعلى رأسها حاملة المروحيات ميسترال". وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إزفستيا" الروسية، أن "هناك مشروعاً ﻹجراء مناورات عسكرية مشتركة بين مصر وروسيا، أكبر من تدريب حماة الصداقة في ربيع العام المقبل".
وتشهد العلاقات المصرية الروسية تطوراً في مجال التعاون العسكري بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي عام 2013، وباشرت مصر شراء آليات عسكرية روسية للمرة الأولى منذ السبعينيات. وعلى الرغم من أن مشروع المفاعل النووي بالضبعة، يواجه بعض المشاكل الفنية العالقة بين وزارة الكهرباء المصرية وشركة روس آتوم الروسية المقربة من الحكومة في موسكو، إلا أن الجانبين متفقان على إتمام المشروع بواسطة قرض روسي تم التصديق عليه من الجانبين وسيبدأ صرفه مع بدء العمل الرسمي في المشروع. كما ينسق الجانبان أمنياً واستخباراتياً بشأن الأوضاع في سورية، وهو ما يثير غضب السعودية باعتبارها الداعم الاقتصادي الأبرز لمصر منذ 2013 على ضوء معارضتها المطلقة للدعم الروسي لنظام بشار الأسد في سورية.