دخل المعتقلون السياسيون بسجن "الوادي الجديد"، غربي مصر، اليوم الجمعة، في إضراب عام عن الطعام، احتجاجا على سوء معاملة الضباط وأمناء الشرطة لهم.
وأفاد مقربون من أسر المعتقلين، لـ"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات"، بأن "أفراد وأمناء الشرطة بالسجن يتعنتون مع المعتقلين السياسيين في التفتيش، وتهجيرهم من عنابر السياسيين لعنابر الجنائيين، ومنع الكتب والصحف عنهم في الفترة الأخيرة".
وشهد سجن "الوادي الجديد" مقتل 13 معتقلا، في أقل من 6 أشهر، العام الماضي، بسبب الأوضاع الإنسانية المزرية، فيما تلجأ السلطات الأمنية والطبية بالسجن إلى تبرير الوفيات بأنها نتيجة "هبوط حاد في الدورة الدموية".
ويقع سجن الوادي الجديد في مدينة الخارجة التابعة لمحافظة الوادي الجديد، في قلب الصحراء بعيدا عن أي عمران، ويبعد عن العاصمة القاهرة نحو 630 كيلومترا، وتم إنشاء السجن عام 1956 في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، وأُعيد افتتاحه مرة أخرى بعد تجديده في فبراير/شباط 1995، ويضم المعتقلين من محافظات سوهاج وأسيوط وقنا وأسوان والبحر الأحمر.
ويقبع في السجن أكثر من 800 معتقل سياسي على خلفية الانقلاب العسكري. ووفقا لرسائل مسربة من داخل السجن، وشهادات أسر المعتقلين، تتنوع وسائل التعذيب؛ بين "التشريفة"، وهي حفلة استقبال المعتقلين في أول يوم من أيام السجن، حيث يقوم أفراد وأمناء الشرطة بإشراف الضباط بضرب المعتقلين وسبّهم بأقذع الألفاظ، وتتكرر التشريفة مع كل مرة يخرج فيها المعتقل، سواء للعرض على النيابة أو لجلسات المحاكمة.
بعد الانتهاء من "التشريفة"، يتم اقتياد المعتقلين حفاة وشبه عراة إلى مكان به حوض تم حفره في الصحراء مليء بالطين ويُجبر المعتقل على النزول في حوض الطين، ويُطلق عليها "فقرة القرموط"، وبعد ذلك يتم اقتياد المعتقلين إلى صحراء السجن في مكان يُطلق عليه (بطحاء مكة)، حيث يخلع المعتقلون ملابسهم وينامون على الرمال في لهيب الصحراء، ويقوم أفراد الشرطة والضباط بوضع الحجارة الثقيلة على صدورهم وظهورهم.